في طنجة، حيث تدار السياسة كما تدار المباريات الحاسمة، شهدت قاعة اجتماعات الجماعة مواجهة غير متكافئة بين فريق المصالح الضيقة وفريق المصلحة العامة، لكن الملعب هذه المرة لم يكن عشبا أخضر، بل طاولة مستديرة امتلأت بالقرارات المتضاربة!
فبعدما كانت التوقعات تصب في اتجاه منح اتحاد طنجة حقه المشروع في استغلال ملعب التداريب الزياتن 2، فاجأت الأغلبية الجميع بصافرة رفض بدت أشبه بقرار تحكيمي مثير للجدل.
لكن التشويق لم يتوقف عند هذا الحد، إذ دخل رئيس العصبة الجهوية لكرة القدم على خط النقاش بطريقة جعلت البعض يتساءل، هل هو مجرد ضيف غير مدعو، أم لاعب غير مؤهل قرر القفز إلى رقعة الملعب السياسي؟
ومع اكتشاف بعض الأعضاء لهذا “التدخل غير القانوني”، طالبوا بإبعاده من دائرة النقاش، لكنه، وبمهارة تكتيكية، طلب مداخلة أخيرة قبل المغادرة، في محاولة واضحة لكسب مزيد من الوقت، كما يفعل المدربون حين يدفعون بلاعب إضافي في اللحظات الأخيرة من المباراة.
وهكذا، تحولت الجلسة إلى “دورة تكوينية” في فنون المراوغة السياسية، ما يستدعي تدخلا عاجلا من الجهات الوصية لحسم الجدل حول شرعية هذه المواجهة، وهل كانت مباراة رسمية أم مجرد لقاء ودي بلا أثر قانوني؟
أما المشهد الأكثر جدلا، فقد رسمه بعض المستشارين الذين يتحدثون أمام الجمهور عن عشقهم لطنجة ومستقبلها، بينما في الكواليس يرفعون البطاقات الحمراء في وجه مصالح المدينة.
لكن الجماهير الطنجاوية ليست سهلة الخداع، فقد قرأت تفاصيل السيناريو بسرعة، وأدركت أن بعض السياسيين لديهم قدرة فائقة على تغيير مواقفهم أسرع من تغيير المدربين في البطولة الوطنية!
من موقعنا هذا، لا يزال السؤال معقلا مثل كرة تنتظر من يسددها: هل ستظل الملاعب فضاء رياضيا يخدم شباب المدينة، أم أنها ستتحول إلى ملاعب سياسية مغلقة لا يدخلها إلا أصحاب النفوذ؟
ننتظر وإياكم الإجابة، لكن على ما يبدو أن هذه “المباراة السياسية” لم تنته بعد، وربما ستدخل مرحلة الوقت بدل الضائع، مع احتمالية الذهاب إلى ركلات الترجيح!