في البداية، لم نتردد في توجيه النقد إلى الوالي يونس التازي، الذي اختار صمتا أشبه بالغياب، وكأن المدينة ليست سوى محطة عابرة في مسيرته الإدارية؛ هو ممثل السلطة المركزية، وهو من أوكلت إليه مهمة قيادة التنسيق بين المؤسسات، لكنه اكتفى بدور المتفرج بينما المدينة تنزف في كل زاوية. ومع ذلك، وحتى وإن حمل الوالي قسطا وافرا من المسؤولية، فإن حقيقة الفشل أعمق من أن تُختصر في شخص واحد. هنا، في قلب هذا المشهد الرمادي، يظهر العمدة منير ليموري، الذي خذل طنجة ببرود لا يمكن تجاوزه. إنه منتخب الشعب، الرجل الذي كان يُفترض أن يكون لسان حالهم ونبض آمالهم؛ ولكنه، وبكل…
الكاتب: علي طالب
في الزوايا الخافتة من مشهد المدينة، حيث الأضواء باهتة، والأنفاس محبوسة في زحمة الأزمات، تقف طنجة متوجسة، مثقلة بالأسئلة .. وَالِيهَا، يونس التازي، لم يظهر، لم يتحدث، وكأن صمته صار جزءا من جدران المدينة، ينعكس على ملامحها المتعبة ويزيدها غربة عن واقعها. تقرير الفيفا الأخير، بتقييمه الصارم، كان كمن يصفع المدينة أمام أبنائها ويجبرها على النظر إلى مرآة قاسية؛ تقييم الإقامة (2,2 من أصل 5)، النقل والمواصلات (2,6/5). هي أرقام بمثابة أحكام تعكس فشلا ممتدا، يكشف عن عجز المسؤولين الذين كانوا وما زالوا يغلفون الواقع بمشاريع براقة تخفي تحتها هشاشة لا تُخطئها عين. طنجة، التي يُشار إليها بـ”عروس الشمال”، تبدو…
على مسرح السياسة، حيث تزيف الحقائق وتحاك المؤامرات، خرج محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، برداء السخرية الذي يجيده، ليواجه نظام الكابرانات الجزائري في معركة كلامية جديدة، بعد عرض مسرحية بعنوان “جمهورية الريف”، التي لا تُعد سوى جزء من تمثيلية فاشلة للنيل من المغرب. بنبرته الساخرة وكلماته اللاذعة، استغل أوزين حضوره الدورة الأولى للمجلس الوطني للهيئة الحركية لأطر التربية والتعليم، ليسلط الضوء على هذه المسرحية السياسية التي أخرجها العسكر وأدى أدوارها الانفصاليون والمسترزقون؛ وصفهم أوزين بـ”راقصي الديك المذبوح”، في إشارة إلى التحركات الجزائرية اليائسة التي تكرر نفس الأسطوانة المشروخة ضد المغرب، دون أن تهز شعرة من استقراره أو تزعزع…
في لحظة عربية فارقة، تتلألأ فيها النجاحات الكبرى وتُضاء سماء الإنجازات، تُوِّج المهندس محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، بجائزة “أفضل والي عربي” في النسخة الثالثة من جوائز التميز الحكومي العربي، والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة، تقديرا لجهوده المدهشة في إعادة تشكيل الوجه الحضري للدار البيضاء-سطات، وتحويلهما إلى معالم حية من التفرد البيئي والعمراني. امهيدية، الذي حمل في جعبته رؤية واضحة وطموحا لا يحدّه زمان أو مكان، استطاع أن يحقق تحولا جذريا في أكبر المدن المغربية، فكانت تلك الجائزة بمثابة تتويج لمسار حافل بالعطاء. الدار البيضاء، التي كانت تمثل مزيجا بين التحديات الحضرية المتزايدة والضغوطات الاجتماعية، أصبحت في عهده تمثل…
مرت 10 أيام على اعتقال الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال أسبوعه الثاني دون تقديم السلطات الجزائرية توضيحات بشأن أسباب توقيفه والتهم التي يواجهها، باستثناء تأكيد وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية الخبر، نهاية الأسبوع الماضي. وأوقفت الشرطة الجزائرية صنصال (75 سنة) يوم 16 نونبر الجاري، بالمطار الدولي هواري بومدين، بينما أشارت وكالة الأنباء إلى أن تصريحاته الأخيرة حول تاريخ الجزائر “كانت تجاوزا للخطوط الحمر”. ودعا المحامي فرانسوا زيمراي، المكلف من دار “غاليمار” الفرنسية للنشر بالدفاع عن صنصال، الاثنين، إلى “الحرص على احترام حقه بمحاكمة عادلة طبقا للالتزامات الدولية التي تعهدت بها الجزائر”. وصنصال كاتب جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، وسبق له العمل في وزارة…
عِــيـــدْكْ يَـــــا الصَـــحْــرَا عِــــيـــــدْكْ أَجْـــــمَــــلْ وأَحْـــلَــــــى الأَعْــــيــــادْ العَــالَــــمْ يْـــــــعْـــرْفْ تَـــــاريــخْـــكْ الــحَــــافْـــلْ بـالـنـَـصْـرْ والأَمْــجَـــــادْ احْــــنَـــــا الــمْـغَــاربَــة نْـــــحَــيِــــوُكْ أَطْــــــفَـــالْ وأَبَــــــــاءْ وأَجْـــــــــــــدَادْ يَـــامُــــــــو رْمَــــــــــالْ ذْهْـــــبِـــــيـــــــة حُـــــــبْـــــكْ سَـــــــاكْــــنْ الـقْــــــلُــــوبْ أَنْـــتِ والله مْـــــــــــــغْــــــــــرِبِـــــيــــــــة وُعَـــــدُوُكْ خَـــــــاسْـــــــــرْ ومَـغْـــــلُــوبْ أَلْــــــــــف مْـــــبْرُوك و هْــــــنِـــــيَّـــــــــة لـِـــينـِـــا و لمَــلِــكْـنَـا الـمَـحْـبُــــــــــــــوبْ إِلاَهِـــــي يَـا عَـالـي ويَــا عَـظِـــمْ الـشَـــانْ نْــــصْــــرْ مَـــــلِــكْـنَـا و سْــــدْدْ خُـــــطَــــاهْ نْـــعْـــــــم عْـــلـيــــه بْـــالــرَاحـَة و الآمـَـــانْ وُ شَـــافِـــيـهْ أَنْـــتَ الـشَّــافِـي يَّـــــــــا الله حْــــمِــــيــهْ يـَـــارَبِــــي حِــــمَــــى الـــقـرآن وطْــــولْ فِـــي عُـمْـرُو و اسْـتـَاجْـبْ لـِـــدُعَاهْ
تحت سماء الدار البيضاء، المدينة التي لا تنام، يدوي صوت الآلات، وتشهد الشوارع حركة غير مسبوقة، حيث تُسابق عقارب الزمن لكتابة صفحة جديدة من تاريخ العاصمة الاقتصادية. في قلب هذا التحول، يبرز اسم محمد امهيدية، والي المدينة، كقائد لرؤية تنموية طموحة، لا يسعى الوالي فقط لتجميل مظهر المدينة، بل لإعادة بنائها على أسس قوية، لتصبح نموذجا حضريا عصريا ينافس المدن العالمية. منذ أن تسلم محمد امهيدية دفة قيادة الدار البيضاء، بدت المدينة وكأنها تستيقظ من سبات طويل، إذ بخطوات واثقة، بدأ في رسم خطة تنموية تعيد بناء الأحياء والشوارع، وتتحدى العراقيل التي لطالما عرقلت نموها. لم يكن التحدي سهلا، فالمدينة…
في عالم السياسة والإدارة، تظل بعض الأسماء غامضة، تتلاشى في ظلال الأحداث، بينما تصعد أخرى إلى الواجهة؛ هكذا هو حال الوالي يونس التازي، الذي انزوى لوقت طويل كمن يرتدي عباءة النسيان. لكن، وعندما قرر كسر الصمت، جاءت عودته مثيرة للجدل، مفعمة بالانفعالات والاتهامات. كأنما اختار التازي الاختباء في كهوف الظل، بعيدا عن الأضواء التي كانت تسلط عليه يوما ما. كانت فترة الانزواء بالنسبة له بمثابة فترة تأمل، لكنه كان أيضا زمنا تُنسج فيه قصص عن القضايا التي أحرجته ووجهت له سهام الانتقادات. عُرف كوالي يمتلك ناصية الأزمات، لكن تلك الأزمات أخذت تنمو كالفطر في غيابه، فصمت الوالي لم يكن هروبا…
صادق مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر المنعقدة اليوم الاثنين بطنجة، على ميزانية السنة المالية 2025، والتي تفوق قيمتها 904 ملايين درهم. ووافق مجلس الجهة، بإجماع أعضائه الحاضرين، خلال الدورة المنعقدة تحت رئاسة رئيس الجهة عمر مورو وبحضور على الخصوص والي الجهة يونس التازي، على مشروع الميزانية التي تناهز 904,5 مليون درهم، والتي تتوزع على 615,91 مليون درهم خاصة بالتجهيز، و 288,58 مليون درهم خاصة بالتسيير. في كلمة بالمناسبة، تطرق السيد مورو إلى السياق الوطني المتسم بتقوية دعائم الدولة الاجتماعية، وتحسن الظرفية الاقتصادية، وتطوير البنيات التحتية، وكذا إلى الجهود المبذولة من أجل تدبير أفضل للموارد المائية والمحافظة عليها.…
في خضم الأحداث الدرامية التي تضرب مدينة طنجة، خاصة بعد قرار توقيف رئيس مقاطعة طنجة المدينة، محمد الشرقاوي، وثلاثة من نوابه، ينبثق مشهد سياسي محير. لكن، وكالعادة، تجد بعض الأصوات السياسية نفسها تبحث عن كبش فداء لتصفية حسابات قديمة، متجاهلة الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون. هؤلاء المنتقدون، الذين فقدوا بوصلة أهدافهم، والذين لا يجدون سبيلا آخر لتحقيق أهدافهم السياسية، يحاولون اليوم ربط المشاكل الحالية التي تواجه المدينة بفترة ولاية الوالي السابق محمد امهيدية، في محاولة يائسة لتحميله وزر الأزمات التي تعاني منها المدينة. فبدلا من البحث عن حلول واقعية، اختاروا الطريق السهل: استحضار شخصية غادرت منصبها منذ زمن. ليس خافيًا…