في مشهد يحمل دلالات قوية على إفلاس جبهة البوليساريو وانكشاف خداعها، خرج المواطن الصحراوي المغربي محمد علوات عن صمته ليعلن توبته الصريحة من وهم الانفصال، متبرئا من الجبهة التي ضيعت من عمره سنوات في السراب والخداع.
محمد علوات، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويقيم حاليا في موريتانيا، لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الأكاذيب والتضليل الذي مارسته عليه الجبهة لسنوات طويلة.
هذا الشاب لم يكن مجرد شاب يبحث عن مستقبل أفضل، وإنما ضحية مباشرة لآلة الدعاية التي صنعتها البوليساريو لتخدير عقول الصحراويين بأحلام زائفة عن الاستقلال الموهوم. لكنه اليوم قرر أن يخرج من هذا النفق المظلم، مطالبا بحقه المشروع في العودة إلى وطنه المغرب، حيث تعيش والدته وعائلته بمدينة العيون.
نداء يمزق قناع الوهم
في رسالة مؤثرة بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عرى محمد علوات حقيقة البوليساريو، كاشفا كيف استغلته الجبهة كما استغلت غيره من الصحراويين المغرر بهم، وكيف باعت لهم الأوهام دون أن تقدم لهم شيئا سوى البؤس والتشرد والمعاناة.
تحدث بمرارة عن وعود كاذبة بالعلاج والمساعدة، وعن تأشيرات الهجرة التي لم تكن سوى سراب، ليجد نفسه، مثل كثيرين غيره، عالقا في واقع قاس لا رحمة فيه، بينما يعيش قادة الجبهة في رغد الحياة على حساب معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.
وصف علوات زعيم الجبهة بـ”الثعلب الماكر”، في إشارة إلى أساليب المراوغة التي تنتهجها البوليساريو للمتاجرة بمآسي الصحراويين، مؤكدا أن نداءاته المتكررة لم تجد أي صدى لدى القيادة الانفصالية، التي لم تعره أي اهتمام، تماما كما تفعل مع آلاف الصحراويين المحتجزين في المخيمات.
التحرر من الوهم.. الطريق إلى الحقيقة
في موقف شجاع، دعا محمد علوات جميع الصحراويين في الأقاليم الجنوبية إلى التحرر من الوهم الذي رسخته البوليساريو لعقود. قالها بصوت الواثق الذي ذاق مرارة الخديعة: كفى انخداعا.. المغرب هو الوطن، والبوليساريو مجرد فخ سياسي لن يقود إلا إلى الضياع.
هذا النداء لا يمكن اعتباره استغاثة فردية، وإنما صرخة تعبر عن واقع مظلم يعيشه آلاف المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث تغيب الكرامة وتسود الحسابات السياسية الضيقة.
اعتراف علوات، القادم من داخل المنظومة الانفصالية، يشكل ضربة موجعة للجبهة التي طالما سوقت نفسها كمدافع عن الصحراويين، بينما هي في الحقيقة أكبر عدو لهم.
إن ما يعيشه المحتجزون في مخيمات تندوف ليس سوى صورة قاتمة لواقع تحاول البوليساريو إخفاءه، لكن شهادات العائدين، مثل محمد علوات، تكشف الحقيقة التي لم يعد بالإمكان التستر عليها. لقد دمرت الجبهة أحلام آلاف الصحراويين، واحتجزتهم في دوامة من الأكاذيب، بينما قيادتها تستفيد من معاناتهم لمصالحها الشخصية. اعتراف علوات، وهو أحد الذين خدعتهم الأوهام، يمثل صفعة قوية للجبهة التي تدّعي الدفاع عن الصحراويين، لكنها في الواقع أكثر من استغلهم وضيّع مستقبلهم.
اليوم، يثبت محمد علوات أن الخلاص لا يكون إلا بالعودة إلى الوطن، حيث الكرامة والأمان والاستقرار، إذ أن رسالته دعوة لكل من لا يزال أسير الدعاية الانفصالية ليكسر القيود الوهمية، ويدرك أن المغرب كان وسيظل البيت الحقيقي لكل أبنائه.
لقد آن الأوان للصحراويين في المخيمات أن يواجهوا الحقيقة، ويتخذوا القرار الشجاع بالعودة إلى وطنهم، حيث ينتظرهم مستقبل حقيقي، بعيدا عن الشعارات الزائفة التي لم تجلب لهم سوى المعاناة.