لا تزال قضية نقل جثمان اللاعب المغربي الراحل عبد اللطيف أخريف، الذي تم العثور عليه على أحد سواحل وهران الجزائرية بعد غرقه في مياه شاطئ المضيق قبل خمسة أشهر، تسير في دائرة الغموض والانتظار.
ما كان يمكن أن يكون إجراء إنسانيا بسيطا أصبح موضوعا يُثقل كاهل العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر.
تأخر تسليم الجثمان إلى عائلة أخريف في المغرب أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا النشطاء إلى الفصل بين المآسي الإنسانية والخلافات السياسي؛ إذ أبدى الكثيرون استياءهم من تعطيل إجراءات الترحيل رغم تحديد هوية الجثمان من قبل السلطات الجزائرية.
هذه الخطوة فُسرت من قبل البعض على أنها محاولة لخلط القضايا الإنسانية بالسياسية، خاصة في ظل توتر العلاقات بين البلدين بشأن ملفات حساسة، مثل ملف الوحدة الترابية.
وسط هذا المشهد المعقد، تعيش أسرة اللاعب الراحل أياما يطغى عليها الحزن والانتظار القاسي، حيث بالنسبة لهم، كان الأمل بأن يُدفن عبد اللطيف في أرض وطنه بمثابة عزاء أخير يُخفف من ألم الفقد، إلا أن غياب أي مستجدات حول موعد تسليم الجثمان يجعل الجرح أكثر عمقا، فمنذ يوليوز الماضي، حين جرفته الأمواج إلى السواحل الجزائرية، لم تصل أي تطمينات أو قرارات حاسمة للأسرة.
القضية أطلقت موجة من النقاشات حول مدى تأثير التوترات السياسية على القضايا الإنسانية، كيف يمكن للحدود الجغرافية أن تعيق ما يُفترض أن يكون واجبا إنسانيا؟ وكيف يمكن للدولتين تجاوز الخلافات لتقديم العون في مواقف كهذه؟
تتصاعد الدعوات بين المغاربة والجزائريين بضرورة وضع القضايا الإنسانية فوق الاعتبارات السياسية، مع التأكيد على أهمية التعاون بين الطرفين لمواجهة التحديات المشتركة.
فيما تنتظر الأسرة نهاية هذا الكابوس الطويل، يبقى التساؤل الأكبر قائما، هل ستنجح الإنسانية أخيرا في تجاوز السياسة؟ أم ستظل هذه القصة شاهدة على جمود العلاقات في وجه القضايا التي تمس جوهر الإنسانية؟