حققت البرازيل ثاني أفضل أداء شهري في تاريخها في تصدير المواشي الحية خلال شهر ماي الماضي، بتصديرها أكثر من 111 ألف رأس من الأبقار نحو الأسواق الدولية.
ووفق بيانات رسمية نشرتها شركة الاستشارات الفلاحية البرازيلية “سكوت كونسولتوريا”، احتل المغرب المركز الثالث عالميا ضمن قائمة المستوردين، مستوردا أبقارا بقيمة تجاوزت 16 مليون دولار خلال الفترة ذاتها.
وتأتي هذه الأرقام في وقت تتنامى فيه العلاقات التجارية الفلاحية بين المغرب والبرازيل، حيث استوردت المملكة خلال شهر ماي فقط أزيد من 14 ألف رأس من الأبقار، أغلبها قادمة من ولاية “بارا” التي تصدرت الولايات البرازيلية من حيث حجم التصدير، متبوعة بولاية “ريو غراندي دو سول”.
وبينت المعطيات أن المملكة المغربية دفعت سعرا أعلى من المتوسط بالنسبة للأبقار القادمة من ولاية “توكانتينس”، حيث بلغ متوسط السعر 16.75 ريالًا برازيليا للكيلوغرام الواحد (ما يعادل 3.08 دولارات أمريكية)، ما يعكس اهتمام المستوردين المغاربة بالجودة والوزن.
وبالفعل، تصدرت الأبقار الموجهة إلى المغرب من حيث الوزن، بمتوسط بلغ 529.3 كيلوغراما للرأس الواحد، متفوقة على الصادرات الموجهة إلى دول مثل لبنان وتركيا.
ويظهر هذا التوجه المغربي اهتماما بالحيوانات الجاهزة للذبح المباشر أو التسمين السريع، مقارنة بأنماط استيراد أخرى تركز على الأبقار خفيفة الوزن.
في سياق متصل، عقد فاعلون مغاربة في قطاع الماشية واللحوم، خلال الأسبوع الماضي، اجتماعات ثنائية بمدينة ساو باولو مع منتجين ومصدرين برازيليين، في خطوة ترمي إلى تعزيز التعاون التجاري وتوسيع الاستيراد من السوق البرازيلية، التي تشتهر بجودة مواشيها وأسعارها التنافسية.
وأشاد المهنيون المغاربة، خلال هذه اللقاءات، بالمعايير الصحية والتغذوية المعتمدة في الإنتاج البرازيلي، معبرين عن رغبتهم في بناء شراكة طويلة الأمد تلبي الطلب المتزايد في السوق الوطنية على اللحوم الحمراء ومصادر التموين المستقرة.
ورغم المنافسة الشرسة من أسواق مثل تركيا ولبنان والعراق، يبرز المغرب كفاعل متزايد الأهمية في سوق استيراد المواشي من البرازيل، خاصة في ظل التحديات التي تواجه قطاع اللحوم محليا، من تقلبات في الإنتاج الوطني إلى ارتفاع الطلب على اللحوم المستوردة.
ويتوقع، حسب مراقبين، أن يستمر المغرب في تعزيز حضوره ضمن قائمة كبار مستوردي الأبقار البرازيلية، لا سيما في ظل التقارب التجاري الحالي وتنامي الاهتمام بالجودة، والقدرة التنافسية التي توفرها السوق البرازيلية.