نتيجة لتوجهاتها المضطربة، تعاني الجزائر اليوم من عزلة متزايدة داخل محيطها الإقليمي، وعلى إثر مواقفها السياسية التي كانت تغرد بعيداً عن الإجماع العربي في الكثير من الأحيان، فضلا عن دعمها لمشاريع إقليمية تستهدف تقسيم المنطقة العربية، إلى جانب سياستها المتناقضة مع مصالح المنطقة، الشيء الذي أدى، حسب مهتمين، إلى تراجع مكانة ودور هذا البلد المغاربي على الساحة العربية على حساب دول أخرى، وإلى غيابه عن ترتيب وإدارة أولويات وقضايا العرب، وبالتالي إبعاده بشكل كلي عن محاور التأثير العربي.
وأعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في برقية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر، عن عدم مشاركته شخصيًا في أشغال القمة العربية الطارئة المرتقب عقدها في مصر، وتكليف وزير الخارجية بتمثيل البلاد في هذا الحدث، احتجاجًا على ما سُميت “الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، واحتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية”، بتعبير البرقية ذاتها.
وتضمنت الوثيقة نفسها، أن تبون “استاء في نفسه من طريقة العمل هذه، التي تقوم على إشراك دول وإقصاء أخرى، كأن نصرة القضية الفلسطينية أصبحت اليوم حكراً على البعض دون سواهم”.
جدير بالذكر أن بعض المهتمين ربطوا القرار الأخير للرئيس الجزائري, بإشراك المغرب في الاجتماعات التنسيقية المرتقبة بين الدول العربية، خاصة من خلال قمة مكة التي يرتقب أن تجمع دول الخليج إلى جانب المغرب ومصر وسوريا والأردن.