بدأ أكثر من 112 مليون ناخب روسي، الجمعة، التوافد على 94 ألف مركز اقتراع، في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية التي تجري في سياق تقدم واضح، بحسب استطلاعات الرأي، للرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين.
وبالإضافة إلى بوتين، المرشح الأوفر حظا لولاية خامسة، تضم قائمة المرشحين ليونيد سلوتسكي من الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي، ونيكولاي خاريتونوف من الحزب الشيوعي، وكذلك فلاديسلاف دافانكوف من حزب “الناس الجدد”.
وقبل البداية الرسمية للانتخابات الرئاسية، أدلى ما يقرب من 2.3 مليون شخص بأصواتهم مقدما، وهو تسهيل ممنوح، على وجه الخصوص، في المناطق النائية، وكذلك في البلدان التي ليس لروسيا فيها تمثيل دبلوماسي، وفقا لإيلا بامفيلوفا، رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا.
وقالت المسؤولة لقناة “روسيا 24” التلفزيونية، أمس الخميس، “في الوقت الحالي، أدلى أكثر من 2.3 مليون شخص بأصواتهم بالفعل. وهو شيء لم نعاينه من قبل”.
ويستخدم التصويت الإلكتروني عن بعد لأول مرة خلال الانتخابات الرئاسية، علما أنه تم استخدام هذا النوع من التصويت لأول مرة في العام 2019 في موسكو بشكل تجريبي.
ووفقا لتقديرات اللجنة المركزية للانتخابات، فإن ما يقرب من 10 ملايين شخص سيصوتون عبر الإنترنت أو عبر نظام “الناخب المتنقل”، وهي منصة تستهدف الناخبين الذين سيتواجدون في مناطق خارج دائرتهم الانتخابية خلال أيام التصويت.
وأوردت بامفيلوفا خلال اجتماع في مقر اللجنة أنه “تم تلقي ما يقرب من 5,195,348 طلبا للتصويت عبر نظام الناخب المتنقل، و4,786,582 طلبا للتصويت الإلكتروني عن بعد. وفي المجمل، سيتمكن 9,981,930 ناخبا من المشاركة في التصويت دون الحاجة للذهاب إلى مراكز الاقتراع”.
من جهته، كشف إيغور بوريسوف، عضو اللجنة الانتخابية، خلال نفس الاجتماع، أن النتائج المؤقتة الأولى ستعلنها رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات صباح 18 مارس.
وفي موسكو، سيؤمن عملية التصويت ما يقرب من 18500 عنصر أمن، حسبما أعلن مجلس المدينة في بيان صحفي.
وجاء في البيان أنه: “خلال الانتخابات الرئاسية في روسيا، المقرر إجراؤها في الفترة من 15 إلى 17 مارس، سيتم تأمين النظام العام في موسكو يوميا من قبل أكثر من 18500 عنصر”، مضيفا أن مراكز الاقتراع تظل مفتوحة من الساعة 8:00 صباحا حتى الساعة 8 مساء خلال أيام التصويت الثلاثة.
وجاء في البيان أنه بالنسبة للمواطنين الروس الذين اختاروا التصويت عبر الإنترنت، سيستمر التصويت دون انقطاع من الساعة 8:00 صباحا يوم 15 مارس إلى الساعة 8:00 مساء يوم 17 مارس.
ووفقا للعديد من الخبراء، ينظر إلى بوتين، الذي يترشح كمرشح مستقل كما في عامي 2014 و2018، على أنه الأوفر حظا في هذه الانتخابات التي يتم تنظيمها على مدار ثلاثة أيام، في سابقة من نوعها.
وفي آخر استطلاع للرأي أجراه في 11 مارس المركز الروسي لدراسة الرأي العام، يتوقع أن يحصل الرئيس الحالي على 82 في المائة من الأصوات، على أن تبلغ نسبة المشاركة 71 في المائة.
أما بالنسبة للمرشحين الثلاثة الآخرين، فقد منح المركز، الذي يجري بانتظام استطلاعات الرأي حول أداء رئيس الدولة والسلطة التنفيذية الروسية، النائب الشيوعي خاريتونوف ونائب رئيس الدوما داناكوف نسبة 6 في المائة لكل منهما من الأصوات مقابل 5 في المائة من الأصوات للنائب سلوتسكي.
ويرى فاليري فيدوروف، المدير العام لمركز الاستطلاعات، أن الانتخابات الرئاسية ستجرى “دون مفاجآت”.
وأوضح في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية “تاس” أن “كل شيء كان واضحا منذ البداية. لقد قرر غالبية الناخبين لمن سيصوتون ولماذا. عدد قليل جدا – أقل من 10 في المائة – لم يقرروا بعد”.
وعلى الرغم من أن الكفة تميل لصالح بوتين في هذه الانتخابات، فإن السؤال الكبير سيكون، وفقا للمراقبين، ما إذا كان سيحقق أداء أفضل مما كان عليه في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، التي فاز فيها بنسبة 76.69 في المائة من الأصوات، وهو أفضل رقم له على الإطلاق.