شهدت منطقة مالاباطا بمدينة طنجة مساء الأربعاء، أحداثا متسارعة من الشغب والتخريب بعد أن كانت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها شباب وقاصرين قد انطلقت في أجواء سلمية وهادئة، تعكس روح التعبير المدني والحق المشروع في الاحتجاج. غير أن الهدوء لم يدم طويلا، فسرعان ما استغل بعض المشاركين، ممن ارتدوا أقنعة أو حاولوا إخفاء هوياتهم، هذه اللحظات ليحولوا الفعالية إلى فوضى عارمة، شملت أعمال العنف والتخريب العلني.
وانتشرت النيران في حاويات النفايات على طول شارع الكورنيش، بينما اقتحم البعض واجهات المحلات التجارية وحطموا السيارات، في مشهد أشبه بفيلم حركة حقيقي، حيث اختلط صوت الصرخات بصفير الإطارات المشتعلة وارتطام الحجارة بالممتلكات.
وقد أظهرت هذه الأحداث الوجه الآخر للتظاهرات، حيث يمكن للتحركات الاحتجاجية السلمية أن تستغل من طرف قلة لتشويهها وإثارة الذعر بين المواطنين الأبرياء.
وردا على ذلك، تدخلت مصالح الأمن بسرعة ودون تأخير، مستخدمة استراتيجيات ضبط متقنة لتفريق المجموعات المتورطة، وتم توقيف عدد من المشتبه فيهم، فيما لا تزال التحقيقات جارية لكشف جميع المسؤولين عن هذه الأفعال وتحديد امتداداتها.
وأكدت السلطات على التزامها بحماية النظام العام وسلامة المواطنين، مع ضمان ممارسة الحق في التظاهر السلمي، في رسالة واضحة مفادها أن القانون سيأخذ مجراه مع كل من يخرج عن السلوك الحضاري.
وفي خضم هذا المشهد الفوضوي، يبرز درس بالغ الأهمية، مفاده أن التعبير عن المطالب الاجتماعية والحقوق المشروعة لا ينبغي أن يتحول إلى تضييع للطاقة أو تهديد للأمن العام، بل يجب أن يكون وسيلة للتغيير البناء.
فالاحتجاج المنظم، المحمي بالقوانين والمقدر من قبل الجماهير، يمكن أن يتحول إلى منصة حقيقية لإحداث أثر إيجابي، بعيدا عن ساحة الفوضى والدمار، حيث يصبح الصوت الشبابي قوة دافعة للإصلاح والتقدم المجتمعي.