شهدت مدينة قلعة مكونة، الواقعة بإقليم تنغير، مساء اليوم الأربعاء، أحداثا احتجاجية مثيرة للانتباه، إذ تجمع عشرات القاصرين والشباب في الشارع الرئيسي للتعبير عن مطالب اجتماعية ملحة، وسط شعارات تندد بالفساد وتطالب بتحسين الخدمات العامة.
وعلى الرغم من البداية السلمية للتظاهرة، سرعان ما خرجت عن مسارها، حيث تحول الحشد إلى أعمال تخريبية شملت كسر زجاج سيارات وحرق إطارات مطاطية، ما أضفى على المشهد أجواء من التوتر والقلق بين سكان المدينة.
و البداية كانت أمام مقر الجماعة الترابية، حيث تجمع نحو مئة شخص أغلبهم من تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية، دون أي تأطير رسمي.
ومع مرور الوقت، تراجع عدد المشاركين إلى نحو ثلاثين شابا، قاموا بأعمال شغب محدودة، بينما عبر أغلب المواطنين عن استيائهم من هذه التصرفات، مؤكدين على حق الشباب في الاحتجاج السلمي، لكنهم دعوا الجميع إلى الابتعاد عن الدعوات التخريبية التي قد تكون وراءها جهات مجهولة تسعى لاستغلال الأحداث.
وحسب مصدر مسؤول، فقد كانت السلطات والقوات العمومية حاضرة لمراقبة الوضع عن كثب، دون اللجوء إلى استخدام القوة، مكتفية بتتبع مجريات الاحتجاج لضمان عدم انزلاقه نحو العنف الخطير.
وأكد المصدر أن التدخل سيكون ضروريا إذا ما تصاعدت الأحداث، مشددا على أن الدستور يمنح المواطنين الحق في التعبير السلمي، بينما تجرم القوانين كل أشكال التخريب والشغب، مع تحميل مرتكبيها المسؤولية الكاملة.
وفي ختام الأحداث، وصفت السلطات أعمال التخريب التي نفذها عدد محدود من القاصرين بأنها “حوادث صبيانية منعزلة”، مؤكدة على التزامها بحماية ممتلكات المواطنين والحفاظ على النظام العام، مع السماح في الوقت ذاته للمواطنين بممارسة حقهم في التعبير عن آرائهم بشكل سلمي.
ويطرح هذا المشهد تساؤلات حول كيفية توجيه الطاقات الشبابية نحو الاحتجاج الحضاري البناء، بعيدا عن الانجرار وراء العنف، وضرورة فتح قنوات تواصل فعالة بين الشباب والسلطات المحلية للاستماع لمطالبهم وتحقيقها بطريقة منظمة وآمنة.