الـ15 من شهر شتنبر 2024، موعد لم يحن بعد، لكنه يرمز لحملة مكثفة أو “مسعورة” كما يصفها البعض، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي تحث الشباب المغربي على الهجرة من البلاد.
هذه “الحملة المسعورة”، تدفع الشباب إلى اعتقاد خاطئ بأن الهجرة هي الحل الوحيد لتحسين ظروفهم المعيشية وتحقيق النجاح الشخصي.
ففي الوقت الذي يتفهم فيه البعض التحديات التي يواجهها الشباب في المغرب، فإن الترويج للهجرة بطريقة غير متزنة يحمل آثارا سلبية على الأفراد والمجتمع بشكل عام.
هي حملة بطعم التلاعب بالأحلام وإضفاء الرومانسية على الهجرة، يقابله إخفاء الواقع الصعب، وعمل على تصوير الهجرة كـ”طريق مختصر للنجاح”، في تجاهل تام للتحديات والصعوبات التي قد تواجه المهاجرين “غير الشرعيين” التي تتجه إليه هذه الحملة.
فبدلا من تقديم رؤية متوازنة، تقدم الحملة اليوم فكرة “الهجرة المثالية” دون تقديم صورة كاملة للمشاكل المحتملة، مثل صعوبة التكيف مع الثقافات الجديدة أو احتمالية الوقوع في أعمال غير قانونية.
لكن أمام هذا كله، يجب استحضار أن المغرب، مثل العديد من الدول الأخرى، يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية، خاصة بين فئة الشباب. لكن بدلا من الانسياق وراء هذه الحملة التي تشجع على الهروب من المشاكل، يجب التفكير في الحلول الممكنة التي يمكن أن تنقذ هؤلاء الشباب وتوفر لهم سبل العيش الكريم.