أعلنت عائلة ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي الأسبق، مساء أمس الاثنين، عن وفاته عن عمر 84 عاما، نتيجة مضاعفات التهاب رئوي ومشاكل مزمنة في القلب.
ويعد تشيني من الشخصيات السياسية المثيرة للجدل، بعد مسيرة امتدت لعقود ترك خلالها بصمات عميقة على السياسة الأميركية والدولية، أبرزها دوره في غزو العراق عام 2003.
وشغل تشيني منصب نائب الرئيس في إدارة جورج دبليو بوش بين 2001 و2009، وكان له تأثير كبير على القرارات المصيرية مثل الحرب على العراق وأفغانستان ضمن “الحرب على الإرهاب” بعد هجمات 11 شتنبر2001.
وعلى الرغم من أن منصب نائب الرئيس غالبا ما ينظر إليه على أنه رمزي، أعاد تشيني تعريفه ليصبح مركز قوة مؤثر داخل الإدارة، مدافعا عن توسيع صلاحيات الرئاسة وأدوات استثنائية للمراقبة والاحتجاز، بما في ذلك أساليب اعتُبرت لاحقًا “تعذيبا”.
وولد تشيني في نبراسكا عام 1941، ودرس في جامعتي ييل وويومينغ، وبدأ مسيرته السياسية كعضو في الكونغرس، ثم تولى وزارة الدفاع عام 1989، وقاد التحالف الدولي لطرد القوات العراقية من الكويت عام 1991. كما شغل رئاسة شركة “هاليبورتون” النفطية، التي حققت أرباحا خلال غزو العراق، ما أثار انتقادات بشأن تضارب المصالح.
وخلال فترة نائب الرئاسة، كان تشيني من أبرز من روجوا لوجود أسلحة دمار شامل في العراق، المزاعم التي دعمت قرار الحرب قبل أن يتبين لاحقًا عدم وجود أدلة عليها. وفي السنوات الأخيرة، أعلن دعمه لمرشحة ديمقراطية في انتخابات 2024 رغم ميوله الجمهورية، معتبرا دونالد ترامب “تهديدا للجمهورية الأميركية”.
ونعى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش نائبه السابق، مشيدا بنزاهته ووطنيته وذكائه، فيما تبقى سيرة تشيني مرتبطة بقرارات محورية غيرت وجه السياسة الأميركية والعالمية.
