شهدت مدينة سبتة المحتلة، صباح اليوم الأربعاء، واقعة غير مسبوقة في مجال الهجرة غير النظامية، بعدما تمكن مهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء من دخول المدينة باستخدام مظلة هوائية، في سابقة تظهر تطورا ملحوظا في أساليب التسلل إلى الثغر المحتل.
وكشف مصدر مطلع بمدينة الفنيدق أن المهاجر قفز من أحد الجبال المطلة على سبتة، محاولة تجاوز السياج الحدودي دون المرور عبر المعابر الرسمية أو مواجهة الحواجز الأمنية المنتشرة في المنطقة.
وأضاف المصدر أن الحرس المدني الإسباني تمكن من توقيف المعني بالأمر فور هبوطه داخل المدينة، قبل تسليمه إلى السلطات المغربية في نفس اليوم لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “إل فارو دي سبتة” مقطع فيديو يوثق لحظة نزول المهاجر بمظلته الهوائية داخل المدينة، موضحة أن هذه الحادثة تعد الثانية من نوعها خلال شهر أكتوبر الجاري، بعد واقعة مماثلة سجلت في الثالث من الشهر نفسه، إلى جانب محاولة ثالثة تم إحباطها من قبل السلطات المغربية قبل تنفيذها.
وأوضحت الصحيفة أن مقاطع الفيديو التي نشرها مهاجرون أفارقة سابقا على تطبيق “تيك توك” من منطقة تعرف باسم “المرأة الميتة” في بليونش، كانت تروج لاستخدام المظلات الهوائية للتسلل إلى سبتة، وهو ما كان يعتقد مجرد مزاح، قبل أن يتحول إلى أسلوب واقعي متكرر.
وأشار مصدر إسباني إلى أن الحرس المدني لم يكن يعتبر هذه الطريقة وسيلة شائعة أو مصدر قلق، غير أن تكرارها مؤخرا يوضح وجود تنظيم محكم أو دعم لوجستي يمكن بعض المهاجرين من الحصول على هذا النوع من المعدات وتنفيذ محاولات مدروسة.
وتعيد هذه الحوادث إلى الواجهة قضية تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر وسائل مبتكرة وخطيرة، مما يستدعي، وفق مصادر مغربية، تعزيز التنسيق الأمني بين الرباط ومدريد لمكافحة شبكات تهريب البشر التي تطور أساليبها لتجاوز المراقبة الحدودية.
ويذكر أن الشريط الحدودي الفاصل بين مدينتي الفنيدق وسبتة المحتلة شهد توترا وضغطا كبيرين خلال فصل الصيف، بعد تسجيل المئات من محاولات الهجرة السرية عبر البحر، مما أحدث حالة استنفار أمني مشتركة بين المغرب وإسبانيا.
