لم تتوقف وسائل إعلام جزائرية رسمية أو تلك التي تدور في فلك السلطة في استدعاء عداءات مجانية وتسويق افتراءات في قراءة لزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الأخيرة للإمارات وللعلاقات المغربية الإماراتية الاستثنائية، مستحضرة نظرية المؤامرة في التفسير والتشخيص وهي النظرية التي دأب النظام الجزائري على تسويقها في تبرير الاخفاقات أو العجز عن مجاراة النجاحات الدبلوماسية التي تحققها المملكة المغربية.
ولمداراة العجز والإخفاق وحالة العزلة، لم يجد نظام العسكر في الجزائر إلا التهجم والافتراء على كل من المغرب والإمارات واختلاق قصص وروايات بلا سند أو حجة تتهم فيها البلدين بالتآمر على أمنها واستقرارها.
المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، أبدى أسفه لما قال إنها “تصرفات عدائية مسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”. يأتي ذلك في خضم تحذير متواصل من سياسيين وصحف في البلاد من الدور الإماراتي الذي يستهدف، حسبهم، الجزائر.
ووفق الرئاسة الجزائرية، فقد ترأس الرئيس عبد المجيد تبون، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، خُصّص لدراسة الوضع العام في البلاد، والحالة الأمنية المرتبطة بدول الجوار والساحل. وفي هذا الصدد، “أبدى المجلس الأعلى للأمن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”، حسب بيان الرئاسة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها بيان رسمي لقيام بلد عربي بتصرفات عدائية ضد الجزائر. ورغم أن اسم هذا البلد لم يذكر، إلا أن أصابع الاتهام تشير وفق مراقبين، لدولة الإمارات، التي هاجمها بشدة سياسيون في الجزائر مقربون من السلطة ووسائل إعلام، بما فيها الحكومية.
ولا يوجد ما يبرر هذا التهجم سوى حالة هوس هيمنت على العقلية العسكرية الجزائرية في تفسير أي تقارب بين المغرب والإمارات أو بين الرباط ومدريد أو أي تقارب بين المملكة وعمقها الإفريقي يبدو من وجهة نظره (نظام الكابرانات) ضد مصالحه، فبنى عداوات بدلا من تعزيز الصداقات.