شهدت مدينة سبتة المحتلة صباح أمس الثلاثاء حادثا مأساويا جديدا، بعدما قامت الوحدة الخاصة للأنشطة تحت المائية التابعة للحرس المدني الإسباني (GEAS) بانتشال جثة مهاجر طافية قرب شاطئ فوينتي كابايوس، على مقربة من اليابسة.
ووفق المعطيات المتوفرة، يرفع هذا الحادث عدد الجثث التي تم العثور عليها في مياه سبتة منذ بداية عام 2025 إلى 42 جثة، في حصيلة وصفت بأنها من بين الأثقل خلال السنوات الأخيرة، في ظل تزايد محاولات الهجرة غير النظامية وما يصاحبها من مآس إنسانية متكررة.
وتبرز هذه الأرقام حجم المخاطر التي يواجهها الشباب الذين يغامرون بحياتهم عبر البحر أملا في الوصول إلى الضفة الأخرى، غير أن كثيرين منهم لا يكتب لهم الوصول ويقعون ضحايا ظروف محفوفة بالمخاطر، ما يجعل بحر سبتة مقبرة حقيقية للباحثين عن حلم الهجرة.
وحسب مصادر محلية، فقد نقلت الجثة إلى معهد الطب الشرعي وعلوم الأدلة الجنائية بسبتة لإخضاعها للإجراءات القانونية وتحديد ظروف الوفاة، وسط استياء متكرر من ضعف سبل الحماية والمراقبة التي قد تمنع وقوع مثل هذه المآسي.
وتظل قضية الهجرة غير النظامية في سبتة قضية إنسانية، واقتصادية وسياسية معقدة، تعكس معاناة الشباب وتطرح تساؤلات حول مسؤولية السلطات الإسبانية والمغربية في حماية الأرواح وضمان ظروف آمنة لمن يسعى لحياة أفضل.
إن حصيلة 42 جثة خلال أقل من عام تؤكد أن أزمة الهجرة في المنطقة لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل مأساة مستمرة تتطلب تدخلات عاجلة وميدانية لحماية الأرواح والحد من الخسائر البشرية.
