أعلنت المملكة المغربية وفرنسا عن شراكة استراتيجية جديدة توصف بأنها من أكثر المبادرات طموحا في مجال الطاقة النظيفة، وتهدف إلى تعزيز إنتاج وتصدير الأمونيا الخضراء المشتقة من الهيدروجين الأخضر نحو الأسواق الأوروبية، في خطوة ينتظر أن تحدث تحولا نوعيا في موازين المنافسة الطاقية داخل القارة.
وترتكز هذه الشراكة على مشروع “شبيكة”، الذي يشرف عليه تحالف استثماري أوروبي يضم شركة TE H2، وهي مشروع مشترك بين عملاق الطاقة الفرنسي توتال إنرجي (TotalEnergies) ومجموعة إيرين (Eren)، إضافة إلى شركاء دنماركيين متخصصين في الطاقات المتجددة والتقنيات الخضراء.
ويهدف المشروع إلى إنشاء بنية تحتية ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب، بطاقة إجمالية تصل إلى 1 جيجاواط، تستخدم في تحليل مياه البحر المحلاة لإنتاج نحو 200 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء، على أن يتم تصدير الجزء الأكبر منها إلى الأسواق الأوروبية، في إطار الجهود المشتركة لتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات الكربون.
وينظر إلى هذه المبادرة باعتبارها منافسا مباشرا لمشروع H2Med الأوروبي، الذي تشارك فيه إسبانيا والبرتغال وفرنسا، وكان يفترض أن يشكل الممر الرئيسي لنقل الهيدروجين النظيف من شبه الجزيرة الإيبيرية إلى أوروبا.
غير أن بروز مشروع “شبيكة” من المغرب قد يعيد رسم ملامح خريطة الطاقة في المنطقة المتوسطية ويمنح الرباط موقعا استراتيجيا متقدما في سوق الطاقة الخضراء الأوروبية.
ويرى خبراء أن هذا المشروع يعكس طموح المغرب في التحول إلى قطب إقليمي وعالمي للطاقة المتجددة، مستفيدا من موارده الطبيعية الغنية من الشمس والرياح، ومن سياساته الداعمة للاستثمار الأخضر.
كما أنه يعزز الشراكة المغربية الفرنسية في مرحلة جديدة تتجه فيها باريس نحو تنويع مصادرها من الهيدروجين النظيف.
وفي المقابل، يعتبر محللون أن المشروع يشكل تحديا جيوطاقيا لإسبانيا، التي كانت تراهن على موقعها الجغرافي ومشاريعها الضخمة في الطاقات المتجددة لتكون بوابة أوروبا الجنوبية نحو الهيدروجين الأخضر.