في الساعة الثامنة صباحا، يكون سوق التمور بالجملة بأرفود (إقليم الرشيدية) قد امتلأ عن آخره. تشكيلة واسعة من أصناف النخيل، التي تلائم جميع الأذواق وجميع الميزانيات، تزين السوق الذي يشهد إقبالا كبيرا من طرف التجار بالجملة وكذلك من المستهلكين العاديين الباحثين عن أفضل جودة بأفضل سعر.
“المجهول”، “الفقوس”، “بوسكري”، “بوستحمي”، “بوسليخن”… في السوق بالجملة بأرفود، يمكن العثور على أصناف مختلفة من التمور يتم تزويد السوق بها يوميا، خصوصا من واحات ومزارع أوفوس، والجرف، والمعاضيد، والريصاني، وبوذنيب، وتنجداد، وكلميمة.
وقال بوركة عبد الرحمان، رئيس الجمعية الفلالية لبائعي التمور بأرفود، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إن السوق مزود هذه السنة بكميات كبيرة”، موضحا أن الإنتاج الوفير ي عزى بالأساس إلى الظروف المناخية الملائمة جدا، والأمطار الغزيرة والمنتظمة التي ميزت هذا الموسم.
وأضاف عبد الرحمان أن “منطقة تافيلالت معروفة بتمورها ذات الجودة العالية”، مشيرا إلى أن الجهة تضم أكثر من 80 نوعا من التمور.
كل يوم، تبدأ أولى الشاحنات في تزويد السوق منذ الفجر بعشرات الأطنان من هذه الفاكهة الغنية غذائيا. ويعرض التجار بضاعتهم في انتظار الحصول على أفضل الأسعار. ومع وتيرة المبادلات والمفاوضات، وطوال ساعات الصباح، يجتذب السوق آخر المشترين. وقبيل الظهر أو عند منتصفه تقريبا، تنتهي الحركة في السوق بالجملة.
ويستقطب السوق المحليين وزبناء قادمين من جهات أخرى، مثل محمد الذي يتردد بانتظام من الناظور للتزود بكميات كبيرة كل موسم.
وقال محمد “في سوق أرفود، الأسعار معقولة، فتمر المجهول مثلا يتراوح بين 30 و80 درهما للكيلوغرام الواحد حسب الجودة وحجم الثمرة”.
وفي الواقع، ت عد موسم التمور نشاطا مزدهرا في جهة درعة-تافيلالت، أول منتج وطني للتمور، إذ تمثل نحو 90 في المائة من الإنتاج الإجمالي الوطني، بفضل الظروف الطبيعية والمناخية المواتية التي تتميز بها الجهة وواحاتها الشاسعة.
وخلال الموسم الفلاحي لسنة 2024، بلغ الإنتاج الوطني من التمور 103 آلاف طن، مسجلا انخفاضا طفيفا مقارنة مع السنوات السابقة.
وحسب أرقام وزارة الفلاحة، يدر قطاع إنتاج التمور رقم معاملات سنوي متوسط يصل إلى ملياري درهم، ويوفر أكثر من 3.6 ملايين يوم عمل.
وي ذكر أن استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، تروم غرس 5 ملايين نخلة في أفق سنة 2030، بهدف بلوغ إنتاج سنوي قدره 300 ألف طن.
