أصدرت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، أمس الاثنين، حكمها في القضية التي هزت الرأي العام بمدينة سلا والمتعلقة بالجزار المتورط في إدخال لحوم فاسدة وذبيحة سرية إلى الأسواق المحلية، وهي القضية التي أثارت استياء واسعا في منطقة العيايدة ومحيطها خلال شهر فبراير الماضي، بعد أن كشفت التحريات عن تجاوزات خطيرة تمس بالصحة العامة وسلامة المستهلكين.
وقضت المحكمة بإدانة الجزار، الذي يبلغ من العمر حوالي خمسين سنة، بالسجن خمس سنوات نافذة، بعد متابعته بتهم السرقة، والذبيحة السرية، والتزوير في أختام المراقبة الصحية.
وتعود تفاصيل القضية إلى فبراير من العام الجاري، حين داهمت السلطات المحلية والمصالح البيطرية، بتنسيق مع مصالح الأمن، محل الجزارة التابع للمتهم، ليتم ضبط كميات من اللحوم الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك، بعضها كان معدا للتوزيع على الزبناء في عدد من الأسواق الشعبية بالمدينة.
وكشفت التحقيقات أن الجزار كان يتعامل مع مزود رئيسي يمده بكميات من اللحوم مجهولة المصدر تحمل أختام مراقبة مزورة توهم المستهلكين بجودتها وسلامتها، قبل أن يعترف المتهم خلال التحقيق بهوية هذا المزود، الذي تمت إحالته بدوره على العدالة.
وشددت المحكمة في حيثيات حكمها على خطورة الأفعال المرتكبة لما تمثله من تهديد مباشر لصحة المواطنين ومساس بثقة المستهلكين في جودة المنتجات الغذائية المعروضة بالأسواق، مؤكدة أن العقوبة جاءت لتكون رادعة لكل من تسول له نفسه التلاعب بالسلامة الصحية للمواطنين.
