تزايدت في السنوات الأخيرة ظاهرة تسويق زيت الزيتون المغشوشة في عدد من المدن المغربية، حيث يلجأ بعض المتلاعبين إلى استغلال الطلب الكبير على هذه المادة الحيوية، خصوصا خلال موسم الجني، لتحقيق أرباح سريعة على حساب صحة المواطن وجودة المنتوج الوطني.
وتتمثل أساليب الغش في مزج كميات من الزيتون الطبيعي بزيوت مائدة رخيصة أو بمواد أخرى مجهولة المصدر، ثم بيعها على أنها زيت زيتون نقية وعالية الجودة، مما يشكل خطرا مباشرا على المستهلك، فضلا عن الإضرار بسمعة قطاع الزيتون المغربي.
وفي هذا السياق، تمكنت عناصر الدرك الملكي بمدينة الفقيه بن صالح من توجيه ضربة قوية لشبكة إجرامية متخصصة في هذا المجال، بعد مداهمة معصرة بمنطقة أولاد علي، حيث تم حجز تسعة أطنان من الزيت المغشوشة كانت معدة للمزج بزيت الزيتون الطبيعي تمهيدا لتسويقها.
وكشفت المعطيات التي أوردتها جريدة المساء أن العملية جاءت بعد تحريات دقيقة ومراقبة ميدانية قادت إلى اكتشاف المستودع الذي كان يستعمل كمركز لتخزين وتعبئة هذه الزيوت المجهولة المصدر.
وأوضحت المصادر ذاتها أن أفراد الشبكة كانوا يستعدون لتوزيع الكميات المحجوزة على عدد من الأسواق المحلية والإقليمية، مستغلين الثقة التي يضعها المستهلك في المنتوج التقليدي القادم من المعاصر القروية. وقد تم فتح تحقيق بإشراف من النيابة العامة المختصة لتحديد الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة والمتورطين فيها، سواء من الموزعين أو الوسطاء.
وتطرح هذه الواقعة من جديد قضية مراقبة جودة المنتوجات الغذائية في الأسواق المغربية، وضرورة تشديد العقوبات على المتورطين في الغش التجاري، لما يشكله من تهديد مباشر لصحة المواطنين ولمصداقية المنتوج الوطني.
كما تدعو أصوات فلاحية ومهنية إلى تعزيز المراقبة الميدانية خلال موسم عصر الزيتون، واعتماد نظام تتبع صارم لمسار الإنتاج من المعاصر إلى نقاط البيع، حماية للمستهلك وتشجيعًا للإنتاج المحلي النزيه.
