منذ بداية شهر رمضان، تحولت مئات المساجد إلى قبلة للراغبين في التبرع بالدم في المغرب، في سياق حملة للتبرع أطلقها “المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم” في جميع جهات وأقاليم المملكة، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم خلال شهر رمضان، والوصول إلى مائة في المائة من التبرعات الطوعية، والحصول على أكثر من 26 ألف كيس من الدم، بحسب ورقة أصدرها المركز.
وعادة ما تجد المراكز الجهوية لتحاقن الدم صعوبات خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، إذ يقل عدد المتبرعين بشكل كبير ما يفاقم معاناة المحتاجين إليه، ويستدعي القيام بحملات استباقية لتوفير مخزون كاف.
وبحسب المركز الوطني، شهد عدد المتبرعين بالدم خلال شهر رمضان تطوراً لافتاً في الفترة ما بين 2013 و2023.
وباستثناء فترة جائحة كورونا التي انخفض فيها العدد، ارتفع عدد الأشخاص المتبرعين من 20 ألف متبرع عام 2013 إلى قرابة 27 ألف متبرع خلال السنة الماضية، مع الإشارة إلى أن عام 2019 سجل الرقم الأعلى وهو 29 ألف متبرع.
ويحتاج المغرب بحسب المركز الوطني إلى أكثر من 1000 تبرع يومياً ليتمكّن من تلبية جميع الاحتياجات من أكياس الدم، الأمر الذي يتطلب مشاركة واسعة وجماعية، وقبل كل شيء متواصلة من السكان والشركاء على المستوى الوطني بالتعاون مع مراكز تحاقن الدم من أجل ضمان استدامة نظام التبرع. وتُفيد ورقة تقنية أصدرها المركز في وقت سابق بأنه “مع التزايد المستمر والملحوظ للطلب على الدم بسبب ارتفاع نسبة انتشار الأمراض المزمنة وحوادث السير، أصبح المركز يحتاج ما بين 1200 و1500 كيس، بينما يراوح عدد التبرعات بين 900 و1000 كيس”.
ويراهن المغرب على بلوغ نسبة 1 في المائة من إجمالي السكان من المتبرعين بالدم معدلاً أدنى توصي به منظمة الصحة العالمية، للاستجابة للاحتياجات اللازمة للدم، في حين لا يغطي عدد عمليات التبرع المسجلة حجم الاستهلاك السنوي. وبلغ عدد التبرعات بالدم على الصعيد الوطني عام 2022 ما مجموعه 339 ألفاً و579 تبرعاً، أي بزيادة بنسبة 6 في المائة مقارنة مع عام 2021، ما ساهم في تجاوز الهدف المحدد لكل عام، والذي يمثل 4 في المائة، كما يورد المركز الوطني.
وعلى الرغم من تسجيل ارتفاع سنوي في استهلاك الدم خلال السنوات الأخيرة ناهز الـ28 في المائة، إلا أن العديد من المغاربة يمتنعون عن التبرع بدمائهم جراء ضعف ثقافة التبرع، فضلاً عن انتشار أحكام مسبقة في المجتمع عن المتاجرة بأكياس الدم أو الإصابة بالعدوى، وهو ما ينفيه مسؤولو مراكز التبرع بشدة، معتبرين أن الدم الذي يجمعونه يذهب مباشرة إلى مستحقيه من المرضى أو المصابين، وأن عملية التبرع تتم باستعمال أجهزة معقمة ذات استخدام وحيد من أجل ضمان سلامة المتبرعين.
تابعوا آخر وأهم الأخبار والتقارير العربية والعالمية المتعلقة بالشأن السياسي والاقتصادي والرياضي والصحي والتكنولوجي على مواقعنا باللغة الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية.