أكد الباحث والناقد السينمائي، محمد اشويكة، أن البحث العلمي مدعو لمواكبة الطفرة السينمائية التي يشهدها المغرب، والبحث في قضاياها وأسئلتها وظروفها المتعددة.
وأوضح اشويكة في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة صدور كتابه الجديد “السينما والعلوم الإنسانية”، الذي يعرض حاليا ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أن من شأن البحث العلمي، والبحث البصري خاصة، أن يسهم في تحويل المادة الفيلمية إلى مادة بحثية أكاديمية تثري الأفلام وتزود صناعها بأفكار خاصة تساهم في تطويرها.
وأبرز أن هذا النوع من البحث يدعم الخيال ويشكل دعامة أساسية لمختلف الأنواع الفيلمية، ويقترح مفاهيم مركبة لمقاربة المتن السينمائي المغربي، مضيفا أنه في هذا الإطار بالضبط، يأتي كتابه الجديد الصادر عن جمعية السينما السعودية ضمن الموسوعة السعودية للسينما، الذي يسعى لأن يكون لبنة تنفتح على حقول علمية ومعرفية في مضمار البحث السينمائي في المغرب والوطن العربي.
وأكد اشويكة في هذا الصدد على أن الأفلام، بوصفها تعتمد لغة بصرية كونية، تساهم في فهم المجتمعات، والانغماس في ثقافاتها، والتماهي مع شخوصها، سيما في ظل تأثر التجربة السينمائية بالتكنولوجيا وتأثيرها عبرها، إن على مستوى الصناعة أو التلقي، مبرزا أن من شأن دور الأفلام المغربية في تعميم الحضارة والثقافة المغربيتين ودعم انتشارهما أن يتعزز إن مر عبر قنوات المعرفة والبحث العلميين.
وفي رده عن سؤال حول “الموسوعة السعودية للسينما”، اعتبر اشويكة أنها تمثل “منجزا عربيا هاما” في العالم العربي الذي لم تتوطد فيه بعد دعامات البحث العلمي البصري عامة، والسينمائي خاصة، مشيرا إلى أن التجارب العربية في هذا المجال قليلة.
وأبرز في هذا الصدد أن الموسوعة تتكئ على خط تحريري واضح يجمع بين البحث والنقد والترجمة في مختلف مجالات السينما، وهو ما من شأنه أن يطور هذا الفن في البلدان العربية، ويسمح بمد الجسور الممكنة بين النقاد والباحثين والمهتمين.
وخلص اشويكة إلى أن هذه المبادرة العلمية تسعى إلى القفز بالسينما من الطابع الاستهلاكي إلى الطابع التأملي، في زمن يعز فيه النقد، ولم تنضج بعد البيئة الحاضنة له.
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة إلى غاية 11 أكتوبر الجاري تحت شعار “الرياض تقرأ”، من أبرز التظاهرات الثقافية في المنطقة العربية، إذ يشكل منصة رئيسية للنشر والتأليف والترجمة وملتقى للمفكرين والأدباء والناشرين.
وتقدم هذه الدورة من المعرض التي تحل عليها جمهورية أوزبكستان ضيف شرف، عروضا ثقافية وفنية متنوعة، فيما يشمل البرنامج الثقافي أكثر من 200 فعالية بين ندوات وأمسيات شعرية وورشات عمل وعروض مسرحية وموسيقية.