تعرض المركز الصحي بآيت أورير، الواقع في إقليم الحوز، لاعتداء همجي واسع النطاق نفذه مجهولون، أسفر عن أضرار جسيمة طالت معظم مرافقه الحيوية، بما فيها التجهيزات والمستلزمات الطبية والبيوطبية، إضافة إلى عربات نقل المرضى وأسرة العلاج وأدوات الفحص، ما أدى إلى توقف المركز عن تقديم خدماته الأساسية للمواطنين في المنطقة.
الاعتداء أثار صدمة واستنكارا كبيرا لدى السكان والعاملين في القطاع الصحي، لما يشكله من تهديد مباشر لسلامة الأطر الصحية وحرمة المرافق العمومية.
ووفق مصادر محلية، فقد تسبب الحادث في اندلاع حريق بالمركز الصحي، مما عمق الأضرار المادية وأحدث حالة من الارتباك والفوضى داخل المؤسسة، وأثار القلق بين المرضى المنتظرين للخدمات الطبية، خصوصا أن المركز يعد المنشأة الصحية الوحيدة في المنطقة ويخدم شريحة واسعة من السكان.
وقد انتقلت على الفور السلطات الأمنية والمحلية إلى مكان الحادث، وشرعت في فتح تحقيق أولي لتحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة، إضافة إلى تقييم حجم الخسائر واتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن المرافق الصحية بالمناطق القروية والنائية.
ومن جانبه، عبر المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بجهة مراكش آسفي عن صدمته وإدانته الشديدة لهذا الفعل الهمجي، واعتبره مسا خطيرا بحرمة المؤسسات الصحية وتهديدا مباشرا لأمن العاملين الصحيين أثناء مزاولة مهامهم المهنية والإنسانية.
وأكد المكتب النقابي دعمه المطلق للمكتب الإقليمي للنقابة بإقليم الحوز، وأعلن تنظيم وقفة تضامنية يوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري أمام المركز الصحي آيت أورير، للتعبير عن رفض الاعتداء ومطالبة السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشارت النقابة إلى أن ما حدث يمثل انحرافا خطيرا عن قيم المواطنة واحترام المرفق العمومي، ويكشف عن هشاشة الإجراءات الأمنية في بعض المؤسسات الصحية، داعية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تعزيز آليات الحماية المهنية والأمنية للعاملين بالمراكز الصحية، وتجهيز هذه المؤسسات بوسائل وقائية تضمن سلامة الأطر الصحية وصون كرامتهم أثناء تأدية واجبهم.
كما دعت النقابة كافة الفاعلين الحقوقيين والمجتمع المدني إلى التعبئة الجماعية من أجل حماية المرافق الصحية العمومية، وضمان استمراريتها في تقديم الخدمات الطبية الضرورية للسكان في ظروف آمنة، مؤكدين أن سلامة وكرامة نساء ورجال الصحة تعد خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن أي تقصير في حمايتهم يعرضهم لمخاطر جسيمة ويهدد المرفق الصحي بأكمله.
هذا الاعتداء، الذي وصفته النقابة بالحادث “الهمجي وغير المسبوق”، يأتي في وقت يزداد فيه الطلب على الخدمات الصحية بالمناطق النائية، مما يضع السلطات أمام مسؤولية عاجلة لتعزيز الإجراءات الوقائية والأمنية، وتفعيل آليات متابعة صارمة لضمان حماية المرافق الصحية والمستفيدين من خدماتها.