تشهد مدينة الدار البيضاء، اليوم الأربعاء ، استنفارا أمنيا وتنظيميا غير مسبوق، استعدادا لاحتضان الديربي رقم 139 بين الغريمين التقليديين الوداد الرياضي والرجاء الرياضي، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس، ابتداء من الساعة الثامنة مساء.
ويعد هذا اللقاء المرتقب من أبرز الأحداث الكروية في المغرب والعالم العربي، نظرا لما يحمله من رمزية تاريخية وتنافسية كبيرة بين قطبي العاصمة الاقتصادية.
ومنذ الساعات الأولى من النهار، عرفت شوارع الدار البيضاء المؤدية إلى المركب الرياضي محمد الخامس حركة غير عادية، حيث انتشرت مختلف التشكيلات الأمنية في مشهد يجسد التعبئة الشاملة التي سخرتها السلطات لضمان مرور هذا الحدث الرياضي في أجواء آمنة ومنظمة.
وتشارك في العملية فرق الشرطة القضائية وشرطة المرور والفرقة المتنقلة والقوات المساعدة ووحدات التدخل السريع، ضمن خطة أمنية متكاملة تراعي أدق التفاصيل المتعلقة بحركة الجماهير، ومداخل ومخارج الملعب، والمناطق المحيطة به.
ولتأمين هذه المواجهة، اعتمدت السلطات وسائل لوجستية وتقنية متطورة، من بينها سيارات مراقبة مجهزة بكاميرات عالية الدقة، وطائرات “درون” لتوثيق التحركات داخل وخارج المركب، بما يتيح مراقبة فورية لأي طارئ، والتدخل السريع عند الحاجة.
كما جرى نشر فرق الخيالة والدراجات الهوائية والنارية لتسهيل التنقل والمراقبة، إلى جانب سيارات مصفحة خاصة بمكافحة الشغب.
وفي وقت سابق، عقدت السلطات المحلية بالدار البيضاء اجتماعات مكثفة مع مسؤولي الناديين والجهات الأمنية وممثلي الملعب، لوضع خطة محكمة تشمل الجوانب الأمنية والتنظيمية واللوجستية، مع التركيز على تعزيز التنسيق الميداني وتحديد مسارات محددة لدخول الجماهير وتوزيعها على المدرجات.
وقد دعت إدارتا الوداد والرجاء جماهيرهما إلى التحلي بالروح الرياضية والالتزام بالتعليمات الأمنية، حفاظا على الصورة الحضارية لكرة القدم المغربية، خاصة وأن هذا اللقاء يحظى بمتابعة إعلامية واسعة داخل المغرب وخارجه، ويشكل مناسبة لتجسيد القيم الرياضية والتلاحم الجماهيري في أبهى صوره.
وينتظر أن يعرف الديربي حضورا جماهيريا قياسيا، وسط أجواء من الحماس والترقب، لما تمثله هذه المواجهة من أهمية خاصة لدى عشاق الكرة المغربية، الذين يعتبرونها أكثر من مجرد مباراة، بل حدثا اجتماعيا وثقافيا يعكس نبض المدينة وحبها العميق للمستديرة.
