أشاد وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستير بيرت، بالرؤية “المتميزة” و”الشاملة” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل التنمية والاندماج الاقتصادي بإفريقيا، مبرزا الانخراط الفعال للمغرب ولجلالة الملك في ضمان مستقبل مزدهر للقارة وشعبها.
وأكد بيرت في برقية تهنئة بمناسبة الذكرى الـ25 لاعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه الميامين، أن المملكة، تحت قيادة جلالة الملك، تؤكد من خلال استثماراتها في مجموع إفريقيا إيمانها بمستقبل القارة والدور المهم الذي تضطلع به فيها.
وأشار إلى أن المغرب يعتبر ثاني أكبر مستثمر بإفريقيا جنوب الصحراء، بحوالي 62,9 بالمائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمملكة بهذه المنطقة، معتبرا أن هذا الأمر يعد “بمثابة علامة حقيقية على الثقة ينبغي أن تحفز الآخرين (البلدان) على الحذو حذوها”.
كما ذكر بأن جلالة الملك كان “القوة الدافعة” للمبادرة الأطلسية لفائدة دول الساحل، والتي تهدف إلى استكشاف حلول من أجل الاندماج والتحول الاقتصادي بهذه المنطقة.
وقال بيرت “إن الأمر يتعلق برؤية متميزة وشاملة تهدف إلى إنشاء هياكل اقتصادية جديدة مندمجة وضمان ولوج حر إلى المحيط الأطلسي من خلال خطوط نقل متجددة”، معتبرا أن هذه المبادرة الملكية ستساهم في تعزيز الفرص الاقتصادية للشباب الإفريقي ومستقبل واعد لشعوب المنطقة.
كما أشاد الوزير البريطاني السابق بريادة جلالة الملك على المستوى القاري في مجال المناخ، مذكرا بتنظيم مؤتمر الأطراف (كوب 22) بمراكش سنة 2016، حيث كان جلالة الملك المبادر إلى وضع خطة عمل من أجل إفريقيا، بهدف معالجة آثار التغيرات المناخية على القارة.
وتابع بيرت بالقول “أنا فخور بكون المملكة المتحدة دعمت كل هذا في الماضي والحاضر. ويظل الاستثمار الاقتصادي مهما خاصة وأن العلاقات الوثيقة (للمغرب) مع أوروبا ينظر إليها بشكل متزايد على أنها بوابة اقتصادية إلى المنطقة المغاربية والجنوب”.
من جهة أخرى، أبرز المسؤول البريطاني السابق الإصلاحات الدستورية والسيوسيو -اقتصادية المستدامة التي أطلقها جلالة الملك منذ 2011، بهدف النهوض بالظروف المعيشية للمغاربة وتلبية تطلعاتهم إلى مستقبل أفضل، متحدثا في هذا الصدد عن قيادة ورؤية متبصرة لجلالته.
كما نوه من جهة أخرى بالورش تعميم الحماية الاجتماعية بالمملكة “الطموح” غداة جائحة كوفيد-19، مشيرا إلى أن هذا الورش يأتي لبعزز تقدم المملكة على أسس متينة.
وفي حديثه عن العلاقات “التاريخية” و”الوثيقة” التي تجمع المملكة المغربية والمملكة المتحدة، ذكر بيرت بالزيارة الرسمية التي قام جلالة الملك تشارلز الثالث إلى المغرب سنة 2013، عندما كان أميرا لويلز.
وأكد، في هذا الصدد، على أواصر الصداقة القوية والتقدير المتبادل التي تربط جلالة الملك محمد السادس، وجلالة الملك تشارلز الثالث، والأسرتين الملكيتين، كما تعكسه برقية التهنئة التي بعث بها جلالة الملك إلى العاهل البريطاني بمناسبة تتويجه ملكا.
وأشار بيرت إلى أن “مثل هذه الكلمات تقول الكثير عن المستقبل والماضي”، مذكرا بأن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين المملكتين “يعود تاريخها إلى أكثر من 800 سنة، منذ عام 1213″، وأن العلاقات التجارية تعود إلى أزيد من 300 سنة.
وأضاف أن هذه العلاقات التاريخية “تعززت في عهد جلالة الملك محمد السادس، وماضية قدما”، مستشهدا في هذا الصدد بالحوار الاستراتيجي بين البلدين، الذي انطلق سنة 2018، والذي يشكل “مرجعا يجب الحفاظ عليه”.
وسجل أن هذا الحوار عزز الروابط بين المملكتين على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، وهو ما يشكل “منصة متينة” لبحث الآفاق المستقبلية لهذه العلاقات.
كما أشاد بيرت بالرؤية المستنيرة لجلالة الملك عندما أصبحت المملكة سنة 1995 عضوا مؤسسا في الحوار المتوسطي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تقديرا لدورها الرئيسي في أمن المنطقة الأورو-أطلسية والمتوسطية.
وقال إنه “في مواجهة الصعوبات التي يواجهها عالم اليوم، فإن التجارب المشتركة للقرون الماضية، والقدرة على الاستجابة والتكيف مع التحديات الجديدة، تقع في صلب العلاقات بين المملكة المتحدة والمغرب”.