يخلد العالم اليوم الجمعة يومه العالمي لهشاشة العظام، الذي يتزامن مع 20 من شهر أكتوبر كل سنة، للتأكيد على الصلة المباشرة بين هشاشة العظام، هذا المرض الصامت وكسور العظام وما لها تأثير خطير وسلبي على جودة الحياة، من حيث الألم والعجز، وفقدان الاستقلالية، ليس على الفرد فحسب، بل يتعداه الى الأسرة والمحيط العائلي مشكلا عبئا كبيرا وأزمة نفسية على المرضى وقد يصيب أجيالا متعددة من الأسرة نفسها.
وتعتبر هشاشة العظام، السبب الأساسي لآلام العظام والموهنة لها والمهددة للحياة، والتي قد تُعرف باسم (كسور الهشاشة)، فهشاشة العظام مشكلة عالمية متزايدة في جميع أنحاء العالم، وتسبب الكسور في واحدة من كل ثلاث نساء، وواحد من كل خمسة رجال فوق سن الخمسين، ولا بد من الإشارة ما لنمط الحياة الصحي (الغذاء والنشاط البدني)، من دور أساسي في الوقاية من هذا الداء.
ويهدف اليوم العالمي لجعل هشاشة العظام والوقاية من الكسور أولوية صحية تماشيًا مع التوجهات العالمية، ورفع درجة وعي المجتمع عن عوامل الخطر للإصابة بهشاشة العظام، وتوعية الأفراد والجماعات عن التشيخ الصحي النشط ونمط الحياة الصحي للوقاية من هشاشة العظام والكسور الناجمة عنها، لهذا لابد من التحسيس بأهمية الكشف المبكر عن هشاشة العظام، وتوعية الأفراد بمرض هشاشة العظام الذي يؤثر بشدة على صحة عظام الإنسان، وتوعية الساكنة بأعراضه وطرق الوقاية منه والعلاج.
يجب التحذير من الأسباب التي تؤدي للإصابة بهشاشة العظام، ومدى خطورتها والعواقب الوخيمة في التهاون عند الإصابة بها، وضرورة المحافظة على عظام صحية وقوية، وتقديم الدعم المرضى المصابين بهشاشة العظام، وتوعية الأشخاص بأهمية الاختبارات التي تقام لتشخيص هشاشة العظام في مرحلة مبكرة، هذا وتشكل هشاشة العظام على الإنسان خطورة كبيرة، حيث تتسبب بكسور قد تهدد حياته وتكون سببا اساسيا للألم والعجز الطويل الأمد مما يترتب عن ذلك تكبد تكاليف باهظة الثمن اجتماعيا او اقتصاديا.
وعند متابعة الأرقام حول مرض هشاشة العظام، نجد النساء بشكل عام هن الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالعظام، وذلك بالمقارنة بالرجال، وتعاني سيدة من كل 3 سيدات فوق سن الخمسين عام من كسر هشاشة العظام، كذلك يعاني واحد من كل 5 رجال فوق سن الخمسين، من مخاطر التعرض للكسر، ويتلقى 20% فقط من مرضى هشاشة العظام التشخيص والعلاج، ويوجد سنوياً حوالي 9 مليون حالة كسر تحدث بسبب هشاشة العظام، وكسور العمود الفقري والورك، هما الأكثر تكلفة والأكثر في العواقب على المدى الطويل، وذلك من بين كسور هشاشة العظام الرئيسية.
وتوجد عدة أسباب تؤدي إلى هشاشة العظام، وهي نقص المواد والفيتامينات الهامة للعظام، وهي الكالسيوم وفيتامين د، و كذلك هرمون الأستروجين، وهذا النقص يعود لسوء التغذية، وقلة الأنشطة البدنية والوزن الجسم الزائد، ونمط الحياة الغير السليم والتدخين، ومرض السكري وأمراض الغدد الصماء ومرض الكبد، وتناول الكورتيزون بدون استشارة طبية والتقدم في العمر.
وللوقاية من هشاشة العظام، يجب الاهتمام بالتغذية السليمة، فهي تقي من هشاشة العظام، ويجب أن يتضمن الطعام الأطعمة الغنية بعناصر الكالسيوم وفيتامين “د” والبروتين، وممارسة الرياضة الملائمة بانتظام، والتعرض بشكل آمن لأشعة الشمس، من أجل الحصول على ما يكفي من فيتامين “د” الهام، لامتصاص الجسم لعنصر الكالسيوم بسهولة، وللحفاظ على الوزن الصحي للجسم، يجب تجنب التدخين وتناول الأدوية تحت الإشراف الطبي، والفحص المبكر لكثافة العظام، وتجنب تناول المشروبات الغازية.