تشير الزيادة الكبيرة في صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى إفريقيا إلى الدور المهم الذي تلعبه أسواق القارة السمراء في التخفيف من تأثير العقوبات الغربية المفروضة على إمدادات الطاقة لروسيا.
وقد حاولت القوى الغربية بكل قوتها إرباك قطاع الطاقة الروسي ومنع تدفق إمداداته إلى الخارج عبر فرض عقوبات تهدف إلى تقييد تمويل الأنشطة العسكرية في أوكرانيا.
ومع ذلك، تبين أن الأسواق الإفريقية تلعب دورًا حيويًا في تعزيز صادرات المشتقات النفطية الروسية، مما يعكس مرونة روسيا في التكيف مع العقوبات وتوجيه إمداداتها إلى أسواق جديدة وواعدة.
ماذا عن المغرب ؟
وبحلول مارس من هذه السنة، ارتفعت صادرات المشتقات النفطية الروسية إلى إفريقيا لنحو 420 ألف برميل يوميًا.
وقفزت تلك الصادرات إلى دول أمثال نيجيريا وتونس وليبيا في فبراير (2023) عندما فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على منتجات النفط الروسي، ما يُسلّط الضوء على أهمية العوامل الجيوسياسية في سوق النفط العالمية.
وشهد المغرب وليبيا ومصر زيادات كبيرة في واردات النفط الروسية.
ماذا يقول الخبراء؟
يقول خبراء، إن التدافع على إفريقيا قد اكتسب زخمًا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير ، مع تنافس روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية وتركيا ودول الخليج والقوة الاستعمارية السابقة المتمثلة في بريطانيا وفرنسا، لبسط سيطرتها على القارة الأسرع نموًا في العالم.
وقال المحلل الإستراتيجي الروسي المستقل تيمور كولاكميتوف، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار 7 بلدان أفريقية خلال شهر واحد في العام الماضي (2022)، في إطار جهود موسكو لتعزيز العلاقات الثنائية مع بلدان رئيسة، وفتح أسواق جديدة لصادرات المشتقات النفطية الروسية، خلال تصريحاته لمنصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وفي هذا الخصوص قال المحلل الإستراتيجي الروسي المستقل تيمور كولاكميتوف: “النشاط الدبلوماسي الذي بدا عليه لافروف يعكس الجهود التي تبذلها موسكو من أجل العثور على أسواق بديلة لصادراتها من السلع”.
وتابع: “ولذا تؤدّي الدول الواقعة شمال إفريقيا دورًا مهمًا في جهود روسيا، لتخفيف آثار العقوبات الغربية المفروضة على النفط الخام والمشتقات النفطية لديها”.