قضية أثارت جدلا واسعا ورافقتها شائعات وأخبار غير مضبوطة تُكال فيها الاتهامات للمغرب بخصوص سرقة الأمطار من المجال الإسباني واستفادته منها من أجل سقي أراضيه.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أي علميا، كذب خبراء إسبان هذه الشائعات التي تدعي أن المغرب يسرق المطر من إسبانيا للنهوض بالقطاع الفلاحي، معتبرين أن الأمر “من المستحيل تمامًا إبعاد المطر”.
وبحسب الخبراء فإنه “من المستحيل تماما” تحويل المطر من مكان إلى آخر، كما أن هطول الأمطار المسجل في المغرب في الأسبوع الثالث من أبريل سببه منطقة الضغط المنخفض فوق الجزائر.
وقال الجغرافي Meteored Samuel Biener لوكالة Maldita “المغرب، وأجزاء أخرى من شمال إفريقيا، سترتبط بالصحراء، في حين أن متوسط هطول الأمطار السنوي في بعض أجزاء سلسلة الجبال يبلغ أو يزيد عن 1000 لتر/ م 2، وهو أكثر بكثير مما هو عليه في العديد من المناطق الأخرى في أسبانيا.
وأضاف بينر: “في إسبانيا نحن حاليًا في المنطقة الحرام، بين مناطق الضغط المرتفع والمنخفض، لذلك باستثناء بضع زخات متفرقة، يسود الطقس المستقر”.
وعانت إسبانيا من حرائق غابات شديدة الصيف الماضي بسبب الحرارة والطقس الجاف، حيث اشتعلت النيران في حوالي 240 ألف هكتار من المحمية الزراعية والطبيعية.
وعانت شبه الجزيرة الأيبيرية لسنوات من الجفاف الشديد الذي يهدد الإنتاج الزراعي بشكل خطير، وفي بعض المناطق لم يعد هناك ماء من الصنبور ويتعين على الصهاريج توفير للشرب.
ويرى المزارعون أن محاصيلهم تفشل أو يضطرون إلى نقل محاصيلهم إلى مناطق أخرى، قطاعا الزيتون والنبيذ على وجه الخصوص تضررا بشدة.
ويعود سبب الجفاف إلى تغير المناخ والتحول في إعصار الأزور المضاد، وهي منطقة ضغط مرتفع تؤثر على الطقس في أوروبا الغربية.
ووفقًا لدراسة أمريكية، سينخفض هطول الأمطار في إسبانيا بنسبة 10 إلى 20 ٪ أخرى بحلول نهاية هذا القرن. هذا من شأنه أن يجعل الزراعة الإسبانية واحدة من أكثر الزراعة ضعفًا في أوروبا.
وتعمل الحكومة الإسبانية على استراتيجية ري وطنية لتحسين إمدادات المياه في البلاد، على سبيل المثال، من المخطط تنظيم 800000 هكتار من الأراضي الزراعية بشكل أكثر كفاءة وكفاءة في استخدام الطاقة، وهناك فرص للشركات الهولندية لتوفير المعدات والمعرفة للحفاظ على المياه والتنظيف والأسمدة.
إن الوضع بعيد كل البعد عن السيطرة، حيث اندلع بالفعل أكثر من 50 حريقًا في الغابات هذا العام، مما أدى إلى تدمير أكثر من 120 ألف هكتار من الطبيعة. وتحمل إسبانيا المسؤولية لــ”إرهابيي حرائق الغابات”.
وتجعل الحرارة والجفاف عملية الإطفاء صعبة وتزيد من مخاطر نشوب حرائق جديدة،في يأمل المزارعون والمواطنون الإسبان هطول الأمطار، لكن يبدو أنها لن تأتي الآن.