من الواضح والمعلوم للجميع أنه إذا أراد بلد العمل على تعزيز إنتاجه الزراعي فهو يحتاج إلى الماء، لكن الوضع الراهن الذي تعيشه المملكة المغربية جد معقد في السنوات الأخيرة، بسبب تأخر التساقطات المطرية وندرتها.
وندرة التساقطات، تؤثر بشكل كبير على المساحات الزراعية التي تعرف بدورها تقلصا كلما امتد زمن الأزمة.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعبة حسب تقارير صحفية، 55 في المائة من المساحة الوطنية، تتضمن المراعي والغابات والأراضي الصالحة للزراعة، وهي تبلغ حوالي 40 مليون هكتار، بما في ذلك 9 ملايين هكتار من الأراضي الممتدة والصالحة للزراعة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن نسبة تغطية الحاجيات الاستهلاكية من اللحوم والخضر بالمغرب هي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشددا على أن مخطط المغرب الأخضر ضمن الأمن الغذائي للمغاربة في أوج الأزمة الصحية.
وفي كلمة له خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، حول موضوع ” تحقيق السيادة الغذائية”، الإثنين، أوضح أخنوش أن المغرب يحقق نسبة تغطية للحاجيات الاستهلاكية الأساسية من اللحوم الحمراء والدواجن والبيض والخضر والفواكه ما بين 98 و100 في المائة.
وفي هذا السياق، قال وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إن الظرفية الحالية تتطلب مضاعفة المجهودات لترشيد استهلاك الماء، من خلال اعتماد إجراءات على المستوى الإقليمي والجهوي، شبيهة بتلك المتخذة خلال العام الماضي.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد أعطى تعليماته السامية للحكومة، وذلك بالنظر إلى الوضع المناخي والمائي الذي أثر هذه السنة، مرة أخرى بشكل سلبي، على سير الموسم الفلاحي وتوفر المراعي، لتفعيل، وعلى غرار السنة السابقة، الإجراءات الاستعجالية لبرنامج مكافحة آثار الجفاف.
كما حث جلالة الملك القطاعات والهيئات المعنية، إلى مضاعفة اليقظة في هذا المجال الحيوي، والتحلي بالفعالية في تنفيذ المشاريع المبرمجة وفقا للجدول الزمني المحدد.
وفي آخر اجتماع لجلالة الملك مع عدد من الوزراء، خصص لتدارس الوضعية المائية بالملكة تم التأكيد على، تسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، حيث يتم حاليا إنجاز الشطر الاستعجالي لهذا الربط على طول 67 كلم، برمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليار متر مكعب من المياه العذبة، تسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر، والرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي، من خلال توسيع التغطية لتشمل المزيد من الدواوير وتعزيز الموارد اللوجستية والبشرية المعبأة.