في الوقت الذي تعيش فيه ميليشيا “بوليساريو” حالة من الضعف واليأس الشديد، وتآكل أطروحتها الانفصالية، يبدو أنها لم تعد تكتفي بتكرار محتوى رؤيتها المشوهة المبنية على تزوير الوقائع التاريخية والجغرافية فحسب، بل وصل بها الأمر هذه المرة حد تزوير “الشخصيات” و”الصفات” لبناء مواقف داعمة لها، والتي في الحقيقة لا تعكس سوى وهمًا في مخيلتها.
وبسرعة يتم فضح هذه الأكاذيب لصالح المملكة المغربية، التي تتمتع بقوة وثبات في قضيتها الأولى وتقديمها مقترحًا قويًا للحكم الذاتي في مناطقها الجنوبية.
وآخر ما قامت به الجبهة الانفصالية هو إعلانها أن زعيم ميليشيا “بوليساريو” استقبل “شيخًا” من زاوية الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ سيد الخير بن الشيخ محمد فاضل بن مامين، حيث قدمته على أنه رئيس الزاوية في “غرب إفريقيا”.
في الواقع، تتمتع هذه الزاوية بشهرة واسعة منذ عقود في جمهورية موريتانيا وغرب مالي، حيث تتبع المنهج الفاضلي القادري، وما يعزز مكانتها هو أنها تنتمي إلى حفيد الشيخ محمد فاضل بن مامين، ولذلك، حاولت ميليشيا “بوليساريو” استغلال شهرة هذه الزاوية وتأثيرها، وقامت بجلب شخص غريب يدعي أنه “شيخ” لهذه الزاوية، ونظمت استقبالًا وحفلًا له مع المدعو إبراهيم غالي، بهدف الحصول على دعم إعلامي.
وقد تبين فيما بعد أن ابن الشيخ الحقيقي للزاوية، عندما أُبلِغ بالأمر من قبل أحد أفراد عائلته في المملكة المغربية، لم يكن لديه علم بالاستقبال والتكريم الذي قدمته له قادة الميليشيا، وعندما علم الشيخ الحقيقي بتلك الأحداث، أصدر بيانًا ينفي تلك الحادثة المفتعلة من قبل “بوليساريو”.
في البيان، أكد الشيخ أن موقف الزاوية هو أن “الصحراء هي جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية تحت قيادة العرش العلوي المجيد”، وأكد أن هذا هو موقف الشيخ ماء العينين وأبنائه حتى اليوم.