أكد مشاركون في ندوة حول “المسرح الحساني: تجارب و قضايا”، نظمت مساء أمس الاثنين، ضمن فعاليات النسخة الأولى لمهرجان فنون وادنون للمسرح (9-12 أبريل) الذي تنظمه جمعية فنون طانطان تحت شعار “المسرح الحساني رافعة للتنمية”، على ضرورة تثمين تجربة المسرح الحساني وتطويره.
وشدد المشاركون، وهم باحثون ونقاد ومهتمون بالمسرح الحساني والتراث الشعبي الحساني، على أهمية تثمين وتطوير تجربة المسرح الحساني وانفتاحه على تجارب مسرحية مختلفة، مع تثمين تجربة نشر النص المسرحي الحساني والاستمرار في تدوينه.
وأبرزوا المميزات الفريدة للمسرح الحساني والمتمثلة في اللهجة الحسانية والزي الصحراوي، مشيرين إلى أن هذه الندوة هي فرصة للوقوف على إشكالات المسرح الحساني وسبل تفاعله مع باقي المسارح من أجل النهوض به و الرفع من جودة الإنتاجات المسرحية. كما أكدوا أن دستور 2011 نص على صيانة الموروث الثقافي الحساني و اعتماد الحسانية كرافد من روافد الثقافة المغربية.
ودعا المتدخلون المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث إلى مواكبة تجربة المسرح الحساني وتوفير مراجع ومصادر للطلبة الباحثين في مجال المسرح، وتشجيعهم على الاشتغال على الظاهرة المسرحية في الصحراء و البحث في الأشكال الفرجوية الحسانية وفق تصورات منهجية ورؤى حديثة.
وفي هذا السياق، أبرز لغلا بوزيد، ناقد و باحث في التراث الشعبي الحساني، في تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسرح الحساني أصبح يتلمس طريقه ضمن خارطة المسرح المغربي بالنظر لما يتوفر عليه من مميزات وخصائص تنبثق من الهوية والبنية الثقافية الحسانية، مشيرا إلى أن الثقافة الحسانية قد أنتجت أشكال ما قبل المسرحية من قبيل الحكاية الشعبية الحسانية والرقصات الشعبية.
من جهته، أكد حسن خر، مخرج سينمائي، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بكلميم وادنون، في تصريح مماثل، على أهمية فعلية الحقوق الثقافية، مشيرا إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان منخرط في دعم الثقافة على الصعيد الوطني و المحلي ومنها دعم المسرح الحساني لاسيما من خلال مهرجاني الداخلة وأكادير للمسرح الحساني.
من جانبه، أبرز اسليمة أمرز، باحث في المسرح الحساني، أهمية موضوع هذه الندوة الذي يلامس المسرح الحساني من حيث تشخيصه ورصد تجاربه وكل ما يرتبط به عبر تفكيك القضايا التي يعيشها هذا النوع من المسرح سواء إبداعيا أو فنيا، أو ما يرتبط بالممارسة المسرحية، داعيا إلى تحديد حاجيات جهة كلميم وادنون من حيث البنية التحية من أجل النهوض بالمسرح وتطوير الفعل المسرحي.
وتتواصل فعاليات مهرجان فنون وادنون للمسرح، المنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، اليوم ، بعرض مسرحيتي “عناق” لفرقة العبور للمسرح و الفنون الجميلة (طانطان)، و “تيكري” لفرقة بروفا للفنون المشهدية (العيون)، على أن يتم يوم غد الأربعاء، عرض مسرحية “نصراني فتراب البيظان” لفرقة أدوار للمسرح الحر (كلميم).
