احتضن مقر عمالة إقليم سيدي إفني، اليوم الثلاثاء، أشغال ندوة علمية بعنوان “ملحمة كفاح العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال”.
وتندرج هذه الندوة التي نظمتها النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسيدي إفني، بشراكة مع عمالة إقليم سيدي إفني، والمجلسين الإقليمي والجماعي لسيدي إفني، في إطار تخليد الذكرى ال 71 لثورة الملك والشعب، وكذا ضمن فعاليات النسخة الثامنة لمهرجان سيدي إفني لتثمين المنتجات المجالية والتنمية السياحية(19-25 غشت الجاري) الذي تنظمه جمعية إفني “مبادرات”.
وشكل هذا اللقاء الذي حضره ممثلو الهيئة القضائية، ورؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبون، وشخصيات مدنية وعسكرية، وفعاليات المجتمع المدني، مناسبة لإبراز التضحيات الجسام التي تم بذلها في سبيل نيل الحرية واستقلال الوطن.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل إقليم سيدي إفني، الحسن صدقي، أن هذا اللقاء العلمي هو مناسبة للنبش في ذاكرة ملحمة ثورة الملك والشعب وما تحمله هذه الملحمة الوطنية المجيدة من دلالات تاريخية وأبعاد رمزية، وما يفوح به التاريخ من أمجاد وبطولات وروائع للكفاح الوطني.
وأشار السيد صدقي إلى أن هذه المحطة النضالية كانت بدرتها وشرارتها نفي الملك المجاهد محمد الخامس ورفيقه في الكفاح الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة يوم 20 غشت 1953 من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية، انتقاما من مواقفه الوطنية البطولية حيث انتفض الشعب المغربي انتفاضة عارمة وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي رافضا المس بكرامته والنيل من رمز سيادته ووحدته، مضيفا أن ذكرى ثورة الملك والشعب هي شعلة تضيء درب الأجيال الحاضرة والقادمة، ودرس عظيم في الوطنية والتضحية والوفاء للوطن.
وأكد أن هذه الذكرى هي فرصة لاستحضار المحطات النضالية لبلدنا وانتصاراته، واستخلاص العبر من أجل بناء مستقبل أفضل وإرساء أسس مغرب قوي ومستقل وحديث وموحد ومتضامن تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والسير نحو تحقيق نهضة كبرى على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وترسيخ قيم الحداثة والديمقراطية، وتعزيز مكانة المغرب إقليميا ودوليا.
من جهته، أكد النائب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسيدي إفني، المختار الإدريسي، أن ذكرى ثورة الملك والشعب شكلت منعطفا تاريخيا حاسما ونموذجا نضاليا متفردا في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، بقيادة أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، في التحام وثيق مع شعبه الوفي وطلائعه في الحركة الوطنية.
وأضاف أن هذه الذكرى هي حدث تاريخي جيلي ونوعي جسد أروع صور التلاحم الوثيق بين العرش والشعب في سبيل عزة الوطن وكرامته والذود عن حريته واستقلاله وسيادته ووحدته، مبرزا أن تخليد هذه الذكرى يروم استحضار القيم الوطنية ومواقف المواطنة الإيجابية التي تحلى بها الشعب المغربي على الدوام في مسيرة النضال والجهاد والمقاومة وترسيخها في نفوس الأجيال المتعاقبة لتتشبع بالقيم الوطنية الصادقة.
من جانبه، أبرز رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني، لحسن بلفقيه، أن تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب مناسبة لاستحضار الروح الوطنية والبطولات المجيدة لكل أولئك الذين ضحوا بالغالي والنفيس وانخرطوا في تلك الثورة التي أطلقتها الحركة الوطنية عبر التراب الوطني، غداة إقدام الاستعمار الفرنسي على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الملكية الشريفة وإبعاده عن عرشه ووطنه، متحديا الأعراف والتقاليد الدولية، ماسا بذلك شعور المغاربة ومتجاهلا لرابطة البيعة والوفاء التي تربطهم بالعرش العلوي.
بدوره، أكد محمد المزدوغي، نائب رئيس المجلس الجماعي لسيدي أفني، أن ذكرى ثورة الملك والشعب تؤرخ لأحداث سطرت بأحرف من نور في صفحات ذاكرة الوطن، مشيرا إلى أن هذه الذكرى شكلت حدثا تاريخيا عبر من خلاله المغاربة قاطبة عن استماتتهم لنصرة وطنهم وملكهم وتشبتهم بمقدسات الوطن ووحدته واستقلاله.
وتميزت هذه الندوة بتقديم عدة مداخلات تطرق خلالها أساتذة باحثون في مجال التاريخ وكذا أعضاء بالمجلس العلمي المحلي لسيدي إفني، إلى السياقات التاريخية لثورة الملك والشعب، ودلالات وأبعاد هذا الحدث التاريخي، وكذا دور العلماء في تحقيق الحرية والاستقلال.
وأبرزوا مراحل الكفاح الوطني من أجل نيل الحرية والاستقلال، ومدى التلاحم المتين والترابط الوثيق بين العرش والشعب، مشيرين في هذا السياق، إلى أن هذا التلاحم والترابط ساهمت في عدة عوامل منها التربية الدينية من خلال تحلي الشعب المغربي بقيم الوفاء لمقتضيات البيعة الشرعية التي تربط بين العرش والشعب، وكذا قوة شخصية جلالة المغفور له محمد الخامس والتي ساهمت في إنجاح ثورة الملك والشعب.
كما تطرقوا إلى الدور الكبير الذي لعبه العلماء من أجل نيل الحرية والاستقلال من قبيل علال الفاسي، والمكي الناصري، وعبدالله كنون، والمختار السوسي وغيرهم والذين كان لهم دور كبير في هذا التلاحم الذي أدى إلى استقلال المغرب.