في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على تغير جذري في مواقف الجبهة الوهمية البوليساريو، أعلن ما يسمى بوزير داخليتها، إبراهيم البشير بيلا، استعداد الجبهة للدخول في مفاوضات جادة بشأن مستقبل الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب تعد “أحد الخيارات الممكنة” في إطار تسوية سياسية شاملة.
وجاءت هذه التصريحات في مقابلة نشرت عبر وسائل إعلام جزائرية، حيث أكد بيلا أن خيار الحكم الذاتي “ليس جديدا”، بل سبق تداوله في مراحل سابقة من النزاع، مضيفا أن الجبهة لا تزال تعتبر مطلب “الاستقلال” جزءا من ما تسميه “مسار تصفية الاستعمار”.
ورغم تمسكه بخطاب الاستفتاء وتقرير المصير، إلا أن نبرة التصريحات حملت لأول مرة إشارات صريحة إلى إمكانية مناقشة المقترح المغربي، وهو ما فسره العديد من المراقبين بأنه اعتراف غير مباشر بالتحولات الكبرى التي فرضها المغرب على الأرض، سواء عبر مشاريع التنمية في الأقاليم الجنوبية، أو عبر الانتصارات الدبلوماسية المتواصلة التي حققها على الساحة الدولية.
ويرى محللون أن هذه المرونة الظاهرة من البوليساريو تعكس تغيرا في المواقف تحت وطأة الضغوط الدولية، خصوصا بعد الاتهامات المتزايدة التي تواجهها الجبهة بشأن ارتباطات مزعومة بتنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل.
وأشار بيلا إلى أن ما تسميه الجبهة بـ”العمليات العسكرية” التي استؤنفت منذ نونبر 2021 لن تتوقف إلا في حال وجود “ضمانات حقيقية لحل نهائي”، لكنه عاد ليؤكد أن أي مبادرة، بما في ذلك الحكم الذاتي، قابلة للنقاش.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه القضية تطورات إقليمية ودولية متسارعة تصب في صالح الموقف المغربي، وتعزز من مكانة مبادرة الحكم الذاتي التي باتت تحظى بدعم واسع كحل جاد وواقعي لإنهاء أحد أقدم النزاعات في إفريقيا.