
لعل الكثير منا سمع أو قرأ عن حكايات أطفال الشوارع ، وأطفال الملاجئ ، وأطفال الأنابيب ، وأطفال الأنفاق .. وأطفال الحجارة … لكن عندما نسمع اليوم “بأطفال الصقيع” أو “أطفال الثلوج” ، فاعلم أن الحديث هنا عن أطفال مغاربة يتنفسون الموت مع كل رائحة “ثلج” .. ومع كل موجة برد قارس تزور مناطقهم النائية في مغربنا المنسي .
أطفال يعيشون في مناطق نائية ، تبدلت فيها مقومات الحياة ، مناطق أهلها خارج حسابات الزمان والمكان وخارج نطاق كل الأبعاد الممكنة ، تتلاشى من أمام أعينهم كل صور الحلم التي يحملونها لغد أفضل ومستقبل مشرق جميل ، ليجدوا أنفسهم ضحية مخططات حقيرة شاركت فيه أطراف كثيرة ومتعددة .
مناطق تنقطع فيها وحولها كل المسالك الموصلة إليها ، خاصة في مثل هذا الوقت من كل سنة مع تساقط الثلوج ، وهو الأمر الذي يساهم في سوء الأحوال المعيشية ، لانعدام منافذ للتزود بالمواد الغذائية ، إظافة الى غياب أبسط التجهيزات الأساسية من طرق وكهرباء وقنوات مياه، ناهيك عن ما تعرفه هذه المناطق من تهميش وهشاشة قصوى ، بل و عزلة دائمة فادحة تصل إلى أقصى درجاتها مع حلول فصل الشتاء .
الموت هناك صار بطعم الصقيع ، يخطف أطفالنا هناك ، بسبب البرد والجوع والمرض و العوز المطلق ، يموت كل سنه أطفال كثيرون يرحلون فرادى وجماعات .
مناطق تعودت تأبط ويلات البرد القارس المميت والعزلة التامة .. مفتقرة لأبسط مستلزمات الحياة من لباس وتغذية وأدوية وتدفئة.
في الحين نجد في مغربنا ، مناطق وجِهات تعيش الرفاهية والبذخ والفساد …هي مفارقات غريبة في بلد المفارقات.
نحن فعلا في مغرب يتضامن مع كل شعوب العالم إلا مع شعبه .