قالت أمينة ماء العينين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن من الأسباب التي أدت إلى الاحتقان الحالي بمنظومة التربية والتكوين، كذبُ رئيس الحكومة على المغاربة، مشددة أنه يعرف ذلك ويصر عليه ويعالجه بالكذب.
وأضافت ماء العينين في كلمة لها خلال الندوة التي نظمها حزب العدالة والتنمية، حول موضوع: النظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية بين التدبير الحكومي ومستلزمات الإصلاح”، 26 نوفمبر 2023 بالرباط، مخاطبة أخنوش، “بنيتم حملتكم الانتخابية على زيادة 2500 درهم في أجور الأساتذة، وقال واحد منكم إن لم تفعلوا أن يضربكم الناس بالحجر، واليوم لا شيء تحقق من هذا الوعد.
واسترسلت، إن عجزتم عن هذه الزيادة، وعن الزيادة العامة في الأجور وعن تنزيل الدرجة الجديدة في الترقي وعن غيرها فلا تستمروا في الكذب، بل يجب أن تدركوا أن الشفافية والوضوح والشجاعة في التواصل مع المواطنين هي جزء وعنصر أساسي للحل.
ودعت ماء العينين الحكومة إلى مراجعة منهجية الحوار والإقصاء المتعمد لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، واصفة ما تقوم به الحكومة على هذا المستوى بالمكر، لكن، تستدرك القيادية بحزب “المصباح”، “حبل مكرها قصير وسيسقط في يدها، ويرتد عليها”.
وقالت ماء العينين إننا في نهاية 2023 وعلى مشارف 2024 ومع ذلك نصطدم باحتجاجات واسعة لرجال ونساء التعليم، في وقت وضعنا استراتيجية لإصلاح المنظومة، تقطع مع هذا الوضع وتضع قطار الإصلاح على سكته السليمة.
وأردفت، يجب أن ننتبه كدولة، إلى أننا بعد سنوات قليلة سنكون أمام حصيلة هذا الإصلاح، وستكون الحسرة علينا كأمة مغربية إزاء فشلنا في ورش حساس وهيكلي وذي أولوية وطنية.
وسجلت المتحدثة ذاتها غياب البعد الاستراتيجي من لدن الحكومة إزاء قضية وطنية كقضية التعليم، وهي القضية التي من المفروض أن توحدنا جميعا، معبرة عن أسفها لعدم توفر مؤشرات ذلك من لدن هذه الحكومة العاجزة والمرتبكة، وفق تعبيرها.
وأضافت، مؤسف ومعيب فعلا أن لا يدرس أبناؤنا طيلة الدورة الأولى، والمؤسف أكثر أن تتعامل الحكومة مع هذا الواقع باستخفاف وتجاهل تام، معتبرة أن هذا الأمر لا يفيد المجتمع وأمنه واستقراره في سياق ملتهب.
واعتبرت ماء العينين أن الحكومة الحالية غير مستأمنة على أمن المغرب واستقراره، بل مستأمنة فقط على مصالح فئوية تخدمها بكل وضوح، كما أنها حكومة عنجهية، حيث ظنت أنها اشترت كل شيء، بمنطق “التجار” الذين يعتقدون أن كل شيء يسير بالمال وبدفتر الشيكات.
ولأن الحكومة مفتقدة للرؤية وللمنظور الاستراتيجي في الإصلاح، تقول ماء العينين، فعليها أن تقوم بقراءة ذاتية لواقعها، وتدرك أن النظام الأساسي نص حساس جدا، لذلك يجب أن يوضع في منظور شمولي، وأن تبتعد عن الارتجالية التي تطبع أداءها، وأن تقوم بمقاربته بناء على الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار.
وأشارت ماء العينين إلى أن مخالفة الحكومة لهذا السند القانوني المذكور آنفا، والذي يسعى من بين ما يسعى إليه إلى تحقيق كرامة نساء ورجال التعليم، هو الذي جعل الأسرة التعليمية في الشارع، لأنهم يعانون من “الحكَرة”، مشددة على وجوب احترام كرامة الأستاذ، لأنهم عصب المنظومة.
وأكدت عضو أمانة العدالة والتنمية أن مخالفة الحكومة للمنطوق الصريح للقانون الإطار والرؤية الاستراتيجية، يجعلنا أمام حكومة خارج الشرعية المشروعية لأنها تخالف القانون الذي صوت عليه البرلمان.
وخلصت ماء العينين إلى أن المنظور التقنوقراطي والتجزيئي الذي تتبناه الحكومة يجعلها حكومة غير مسيسة، موضحة أن هذا المنظور يضرب الحزبية والسياسة، وينتج الكوارث التدبيرية، لأنه لا يفهم المجتمع ولا يفهم السياسة، مشددة أن حزب العدالة والتنمية صامد في مسار إعلاء منظور الحزبية والسياسة، رغم كل الصعوبات والعراقيل.