أبرز تقرير لصحيفة “لوموند” أن المغرب يستعد للانضمام إلى دائرة الدول الإفريقية المصنعة للطائرات بدون طيار بعد كل من جنوب إفريقيا ومصر ونيجريا، مستفيدا من خبرة الشركة الإسرائيلية “BlueBird Aero Systems”، المملوكة جزئيًا للدولة إسرائيل، والتي كان قد أعلنت على لسان رئيسها أنها أنشئت وحدة لإنتاج الطائرات المسيرة بالمغرب على أن يبدأ العمل بها في المستقبل القريب، حسبما أفادت وسائل إعلام إسبانية.
وبخصوص نوع الطائرات المسيرة التي سيتم تصنيعها في المغرب، أكدت الصحيفة الفرنسية نقلا عن تصريحات “أشر فريدمان”، مدير المعهد الإسرائيلي لاتفاقيات السلام الأبراهامية في إسرائيل، أن الأمر يتعلق ب نماذج “WanderB” و”ThunderB” ، المختصتين في المهام الاستطلاعية وجمع المعلومات واكتشاف الأهداف،
وتابع ذات التقرير أن المغرب كان قد تقدم خلال سنة 2022 بطلب اقتناء 150 نسخة لذات الطائرتين من الشركة الإسرائلية، مؤكدا أن جزءا منها سيتم إنتاجه محليا.
وأضاف ذات التقرير أنه من المرجح أن يقوم المغرب أيضا بتصنيع الطائرة بدون طيار SpyX التابعة للشركة الإسرائيلية، وهي نسخة انتحارية حصل عليها المغرب مؤخرًا، مبرزا أن هذه الطائرة أثبتت نفسها في كل من أوكرانيا وناغورنو كاراباخ، حيث باتت “أكثر حسما على نحو متزايد في ساحات القتال”، حسبما أفاد نزار الدردابي، الضابط السابق في الدرك المغربي، أستاذ في المدرسة الحربية الاقتصادية.
صناعة بالملايين
ورغم أن الشركة الإسرائيلية لم تعلن عن تكاليف التصنيع وأسعار مبيعات هذه المنتجات من قبل، أبرز التقرير أن المجموعة الإماراتية Edge، التي صنفها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) في عام 2019 ضمن أكبر خمس وعشرين شركة لإنتاج الأسلحة في العالم، عرضت العام الماضي ما يناهز 29 ألف دولار (27 ألف يورو) لشراء طائرة انتحارية بدون طيار و1.1 مليون دولار لنوع من الطائرات الاستطلاعية.
وبخصوص تفاصيل التعاون بين المغرب وإسرائيل في هذا المجال، أوضحت الصحيفة نقلا عن “الدردابي” أن الاتفاقية مع الشركة الإسرائيلية تنص على تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا التدريجي. مضيفا أن “المهندسين الإسرائيليين سيقومون بتدريب نظرائهم المغاربة في الموقع”.
من جانبه أوضح الباحث فابيان هينز من مركز التحليل التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “إن إنتاج الطائرات أسهل بكثير من إنتاج المركبات المدرعة أو الدبابات التي تتطلب عمليات تصنيع وبنية تحتية متقدمة للغاية”.
“طائرات أكثر تأقلما”
أما بالنسبة لأهداف التركيز على بناء صناعة داخلية لهذا النوع من الأسلحة أبرز التقرير نقلا عن ذات الخبير أن المغرب يسعى إلى مواجهة القدرات العسكرية الجزائرية واستباق عمليات انفصاليي جبهة البوليساريو، مبرزا أن إحدى المزايا التي ستوفرها تأسيس صناعة محلية من هذا النوع هو بناء طائرات قادرة على تلبية احتياجات الجيش المغربي بما يتناسب مع القيود الميدانية التي تفرضها الجغرافيا المغربية.
وكان المغرب خلال السنوات الأخيرة قد أبدى اهتماما بالغا باقتناء الطائرات المسيرة، حيث أفاد تقرير حديث صادر عن موقع “ميليتاري أفريكا” المتخصص في الشؤون العسكرية، أن المغرب بات يعد الأول مغاربيا والثاني إفريقيا بعد مصر من حيث امتلاك عدد الطائرات بدون الطيار، باقتنائه ل 233 طائرة مسيرة.
في ذات السياق يستعد البرلمان الأمريكي، خلال الأيام المقبلة، لبحث اتفاق بيع أربع طائرات بدون طيار من طراز “MQ- 9B Sea Guardian” للمغرب، من إنتاج شركة جنرال أتوميكس، حسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية.
نحو التصدير
تقرير “لوموند” أوضح أن إنشاء صناعة محلية سيفتح الباب على مصراعية من أجل “ولوج دائرة أخرى أكثر انغلاقا” وهي دائرة الدول المصدرة للمعدات العسكرية، وهو ما يؤكده الباحث هينز الذي يرى أن البلدان التي تنتج معداتها العسكرية الخاصة غالبا ما ينتهي بها الأمر إلى محاولة تصديرها، مضيفا أن المغرب سيسير في هذا الاتجاه أيضا.
وأردف التقرير أن الرباط، التي تعاونت منذ فترة طويلة مع العديد من الجيوش الإفريقية قد يُطلب منها أن تبيعها طائرات بدون طيار يتم تصنيعها على أراضيها. خاصة في ظل الحاجة الملحة في لدول الساحل وغرب أفريقيا لتعزيز قدراتها الجوية، وتابع نقلا عن الدردابي أن “المرسوم الصادر في يونيو 2021، في إطار القانون المتعلق بالمواد والمعدات الدفاعية والأمنية، ينص بوضوح على أن التصدير يشكل هدفًا لإنشاء صناعة دفاعية”.