أصبحت مدينة الرباط، العاصمة الإدارية للمملكة، أغلى مدينة في المغرب من حيث أسعار إيجار السكن، حيث تجاوز متوسط كلفة كراء الشقق 9,000 درهم شهريا، حسب ما كشفت عنه معطيات حديثة صادرة عن منصات رقمية متخصصة في تتبع أسعار العقارات.
ووفقا لبيانات موقع Numbeo العالمي المختص في رصد كلفة المعيشة وجودة الحياة، فقد احتلت الرباط المرتبة الأولى على الصعيد الوطني من حيث غلاء الإيجارات، متجاوزة بذلك مدنا كبرى كالدار البيضاء ومراكش، في مؤشر واضح على المنحى التصاعدي الذي يعرفه سوق الكراء بالعاصمة.
وفي السياق ذاته فتصنيف موقع “نامبيو” لم يقتصر فقط على السكن، بل شمل أيضا أسعار المواد الغذائية، حيث اعتمد على مؤشرين رئيسيين هما: كلفة الإيجار الشهري وأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.
ووفق هذا المؤشر، جاءت الرباط في المرتبة 15 عربيا، و256 عالميا من حيث كلفة المعيشة، ما يعكس ضغطا متزايدا على القدرة الشرائية للمواطنين.
ويرجح أن يستمر ارتفاع أسعار الإيجار في الرباط خلال السنوات المقبلة، خصوصا في ظل تزايد الطلب مقابل ضعف العرض في بعض الأحياء الراقية والمناطق الحيوية.
ويرى بعض الخبراء العقاريين أن غياب سياسة إسكانية متوازنة وتراجع مشاريع السكن الموجه للطبقة المتوسطة ساهم في اختلال التوازن بين العرض والطلب.
كما أن تمركز عدد من الإدارات العمومية والسفارات والبعثات الأجنبية بالرباط يرفع من الكلفة الإجمالية للسكن مقارنة بباقي المدن، ناهيك عن الإقبال على الأحياء القريبة من مؤسسات التعليم والتكوين العالي.
وفي ظل هذا الارتفاع المتسارع في أسعار الإيجار، يجد العديد من الشباب والأسر متوسطة الدخل أنفسهم عاجزين عن الاستقرار في العاصمة، ما يدفع بالكثير منهم للبحث عن بدائل في المدن المجاورة مثل تمارة، سلا، وعين عودة، رغم مشاق التنقل اليومي.
وتطرح هذه المؤشرات تساؤلات ملحة حول فعالية السياسات السكنية والجهود المبذولة لجعل السكن في متناول الجميع، لا سيما في مدينة تُفترض أن تُشكّل نموذجاً في العدالة الاجتماعية وتوازن الخدمات.