لم يسبق في تاريخ المغرب أن تصاعدت احتجاجات شعبية ضد شركة ذات خدمات عمومية مثلما حدث مع شركة” أمانديس” الفرنسية لتوزيع الماء والكهرباء.
الاحتجاجات ضد هذه الشركة لها مسببات كثيرة، تبدأ بسبب الفواتير الخيالية التي تصيب بالجنون ، وتنتهي بالاحتقار المتواصل للسكان عبر قطع الماء والكهرباء عنهم في المناسبات والأعياد الدينية، وهو شيء لم يكن يقوم به حتى الاستعمار المباشر.
شركة “أمانديس” اختارت اليوم الإثنين أن تقطع الماء و الكهرباء عن عدة منازل في ليلة القدر أي ليلة السابع والعشرون من رمضان، بحجة عدم الأداء، بل وأكثر من ذلك، تركت ورقة تهديدية تقول لقد قمنا مضطرين بقطع تزويدكم بالماء و الكهرباء ، لعدم التسديد وفي حالة عدم الأداء في أجل لا يتعدى 30 يوما من تاريخ القطع سنكون مضطرين لفسخ العقد.
وليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها هذه الشركة بجرائم مماثلة في حق سكان طنجة، بل كررتها كثيرا على مدى السنوات الماضية، وعادة ما تختار المناسبات والأعياد الدينية للقيام بذلك، إلى درجة أن الكثيرين أصبحوا يطرحون إمكانية تأسيس جمعية لضحايا “أمانديس” شبيهة بجمعيات ضحايا سنوات الرصاص، والفرق هو أن ضحايا أمانديس يمكن أن يسموا أنفسهم “ضحايا الكهرباء”، لأن فواتير الشركة تعدم زبناءها كل شهر على الكرسي الكهربائي بفواتيرها الغليظة .