في زمن التحولات العميقة والتحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، يزداد تمسك الشعب المغربي بثوابته الوطنية الثلاث: الله، الوطن، الملك.
هذا الشعار، الذي طالما كان أكثر من مجرد كلمات تُردَّد في المناسبات، يشكل اليوم جوهر الهوية الوطنية وروح الانتماء الجماعي للمغاربة، الذين نشؤوا على حب الوطن والوفاء للعرش العلوي المجيد.
وفي طليعة هذه الثوابت، يأتي الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يُجمع المغاربة من مختلف الفئات والخلفيات على اعتباره رمز الاستقرار وضامن الأمن ومسار التنمية. فقد أثبت جلالته، خلال مختلف المراحل والمنعطفات التي عرفتها المملكة، حكمة وبعد نظر قلّ نظيرهما، مما عزز ثقة المواطنين في القيادة الملكية وسياستها الرشيدة.
وتُظهر استطلاعات الرأي، كما تعكس نبض الشارع، أن أزيد من 99% من المغاربة مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس دفاعاً عن وطنهم وملكهم، تعبيراً عن علاقة استثنائية بين العرش والشعب، رسّختها قرون من التاريخ المشترك والنضال الوطني.
في مقابل هذا الإجماع الشعبي، لا تزال بعض الجهات، وعلى رأسها جماعة “العدل والإحسان”، تسعى إلى استغلال القضايا القومية، خصوصاً القضية الفلسطينية، لكسب التعاطف وتغذية الخطاب السياسي الملتبس. وتبرز هذه المحاولات بشكل واضح خلال المسيرات التضامنية مع غزة، حيث تختبئ هذه الجماعة خلف مشاعر صادقة لأناس شرفاء، لتمرير رسائل سياسية لا تخلو من تحريض ضد مؤسسات الدولة.
ورغم هذا الاستغلال المكشوف، فإن موقف المغرب من القضية الفلسطينية يظل ثابتا وواضحا، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي يواصل دعمه السياسي والميداني والإنساني للشعب الفلسطيني، بعيداً عن الشعارات الجوفاء والمزايدات.
المغاربة، الذين أثبتوا دائماً وفاءهم لقضايا الأمة، لا يحتاجون إلى دروس في حب فلسطين، موقف سياسي، بل واجب وطني، يعكس الوعي الجماعي بأهمية الوحدة والاستقرار في مواجهة محاولات التشويش.
خلاصة القول، إن الشعب المغربي، الذي عاش ملحمة الإصلاحات وواجه العواصف الإقليمية بثبات، يرفض أن تُستغل قضايا الأمة لأهداف حزبية ضيقة. وفاؤه للملك وثقته في المؤسسات أقوى من كل محاولات التأثير، وهو اليوم، أكثر من أي وقت مض، متمسك بثوابته، وحريص على مستقبل وطنه.