يواجه قطاع الفلاحة مجموعة من التحديات و العوائق، التي ساهمت في تراجع مستوى الفلاحة بالمغرب، كما توجد مساحات شاسعة في الأراضي الفلاحية من أشجار الصبار.
المعروفة محليا في المناطق الفلاجية ب”الهندية”، و التي تساهم بشكل كبير في انتشار مجموعة من الحشرات، خاصة الحشرة المعروفة بالقرمزية.
هذه الحشرة كان لها دور في تدمير مساحات واسعة من هذه النباتات، مما يسبب انخفاضا حادا في إنتاج التين الشوكي.
و هذا الانخفاض أدى بدرجة كبيرة إلى ارتفاع ثمن ثمار التين الشوكي، و أصبح يتجاوز 40 درهما للكيلوغرام، الشئ الذي أثار قلق كبير في صفوف الفلاحين و المستهلكين لهذه الفاكة على حد سواء.
و لتخلص من هذه الآفة التي حدقت بالفلاحين، و لتجاوز هذه الأزمة راهن مجموعة من الفلاحين المغاربة، على جهود البحث العلمي والابتكار.
حيث بدأت تظهر مجموعة من التجارب العلمية الجديدة، لمقاومة و الحد من انتشار حشرة القرمزية، في الأراضي الفللاحية، و التي دمرت أشجار الصبار و هذه الجهود المبذولة تحي أمل الفلاحين.
لإحياء هذا القطاع الزراعي، و الذي يعتبر بمثابة مصدر قوت عيش الفلاحين و العديد من العائلات التي تعتمد على زراعة الصبار في مناطق زراعية مختلفة من المملكة المغربية.
و في نفس السياق، قال عبد الله أبودرار، الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، إنه يمكن القول بأن المغرب قد تجاوز اليوم مرحلة تجارب الصبار المقاوم للحشرة القرمزية.
حيث حدد المعهد الوطني للبحث الزراعي ثمانية أصناف من هذا النوع، وهي اليوم في مرحلة الإكثار لتوزيعها للفلاحين لإعادة زرع ما أتلفته الحشرة القرمزية.
وفقا لعبد الله أبودرار، فإن استخدام الأصناف المقاومة للحشرة القرمزية يعد الطريقة الأكثر فعالية لإعادة تأهيل زراعة الصبار في المغرب، مقارنة بالأساليب الكيميائية والبيولوجية التي تتطلب موارد مالية وتقنية كبيرة.
هذه الأصناف المقاوِمة توفر حلا طويل الأمد وأكثر استدامة للحد من تأثير الحشرة على الإنتاج.
ويضيف أبودرار أن هناك حاجة ملحة لمواصلة البحث الزراعي ليس فقط لمراقبة تطور هذه الآفة، ولكن أيضا لتتبع أداء الأصناف الثمانية المقاومة في مختلف المناطق.
هذا البحث سيضمن أن هذه الأصناف قادرة على التكيف مع ظروف الإنتاج المحلية وتحقيق أفضل النتائج في جميع أنحاء المملكة.