أبان المغرب في العديد من المحطات على علو كعبه في القضايا الأمنية الحساسة، وأصبح من المعتاد ظهور اسم المملكة المغربية وأجهزتها الأمنية في قائمة الدول الرائدة في مجال التعاون الأمني.
ولعل الشكر والإشادة اللذين قدمتها بوخارست بخصوص الجهود المغربية في تسهيل عملية إطلاق سراح رهينة رومانية في بوركينافاسو آخر إثبات لسمعة الاستخبارات المغربية المتميزة.
وفي الأيام الأخيرة، قامت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمساهمة في إحباط نشاط “أكبر هيكل جهادي معروف في إسبانيا في مجال تجنيد الشباب والقصر”، وقد تم القبض على اثنين من أعضائه أمام القضاء الإسباني في جلسة الجمعة الماضي.
وليس فقط في منطقة الساحل، وإنما أيضاً في أوروبا وأمريكا، تعتبر المملكة شريكًا أمنيًا حيويًا، ففي عام 2021، ساهمت المخابرات المغربية بشكل حاسم في منع هجوم إرهابي كان يستهدف إحدى الكنائس في فرنسا.
وفي سنة 2015، كانت المخابرات المغربية الشريك الأساسي في كشف هوية الإرهابي البلجيكي “عبد الحميد أباعود”، الذي شن هجمات في باريس تحت لواء تنظيم “الدولة الإسلامية”.
إلى جانب ذلك، قامت المخابرات المغربية بتقديم مساعدة استخباراتية للعديد من الشركاء الدوليين في أماكن متعددة.
وتظهر هذه الجهود دور المملكة المركزي في مجال الأمن العالمي، مما يدفع الدول إلى تعزيز التعاون مع المغرب.
وفي وقت سابق تكلل التنسيق الأمني بين المصالح الاستخباراتية المغربية ونظيرتها النيجرية، بالتوصل إلى الدراجين المغربيين عبد الرحمان السرحاني وإدريس فاتحي، اللذان اختفيا، منذ أبريل الماضي، على الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر.
ووفقًا لمصادر إعلامية، فقد تم اختطاف الدراجين على يد جماعة مسلحة في منطقة صحراوية على الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، إلا أنه تم الآن تحريرهما.
وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، قد أعلن خلال لقاء مع اللجنة الخارجية بالبرلمان الإسباني، أن لأجهزة الأمنية لبلاده تمكنت بفضل التعاون مع الأجهزة المخابراتية المغربية، من تفكيك ستة شبكات “إجرامية إرهابية” خلال 18 شهرا من التعاون مع المغرب.
وأشار المسؤول الحكومة الإسباني إلى أهمية التعاون الأمني بين البلدين التي تزداد خلال وجود علاقات جيدة بين البلدين، مؤكدا على أهمية المغرب أيضا في مجال محاربة الهجرة السرية، حيث أشار إلى تراجع نسبة المهاجرين غير النظاميين الذين يتدفقون على التراب الإسباني بعد عودة العلاقات إلى طبيعتها.
ويرى خبراء في المجال الأمني أن هاته العمليات الاستخباراتية التي يظهر فيها اسم المغرب كفاعل حاسم في حلها، تأتي وسط ظروف معقدة، تلتزم السرية التامة، والتدخل الميداني الفعال، والحصول على المعلومات بشكل دقيق، وهي كلها مراحل تتطلب مهارة استخباراتية عالية الدقة، ولا تقبل وجود أي خطأ على الإطلاق