في خضم الأحداث الدرامية التي تضرب مدينة طنجة، خاصة بعد قرار توقيف رئيس مقاطعة طنجة المدينة، محمد الشرقاوي، وثلاثة من نوابه، ينبثق مشهد سياسي محير.
لكن، وكالعادة، تجد بعض الأصوات السياسية نفسها تبحث عن كبش فداء لتصفية حسابات قديمة، متجاهلة الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون.
هؤلاء المنتقدون، الذين فقدوا بوصلة أهدافهم، والذين لا يجدون سبيلا آخر لتحقيق أهدافهم السياسية، يحاولون اليوم ربط المشاكل الحالية التي تواجه المدينة بفترة ولاية الوالي السابق محمد امهيدية، في محاولة يائسة لتحميله وزر الأزمات التي تعاني منها المدينة.
فبدلا من البحث عن حلول واقعية، اختاروا الطريق السهل: استحضار شخصية غادرت منصبها منذ زمن.
ليس خافيًا أن هؤلاء المنتقدين، معظمهم منتخبون ومنافسون سياسيون، يسعون بشكل متعمد لتشويه سمعة الرجل.
فمن الواضح أن هذه الهجمات ليست سوى محاولات متكررة لتصفية حسابات سياسية من قبل أطراف كانت عاجزة عن تقديم أداء مقنع في الساحة السياسية أو تحقيق إنجازات ملموسة لصالح المدينة.
الانتقادات الموجهة ضد محمد امهيدية تفتقر إلى المصداقية والموضوعية، فهي مبنية على اتهامات غير مدعومة بحقائق ملموسة.
من السهل على المنتقدين الادعاء بأن سياسات الوالي السابق هي التي ساهمت في التحديات الراهنة، إلا أن هؤلاء يغفلون أو يتغافلون عن عمق الإصلاحات والتنمية التي عرفتها المدينة خلال ولايته.
لا يمكن لمن يتابع عن كثب المسار التنموي الذي مرت به طنجة في عهد امهيدية أن ينكر الدور الحاسم الذي لعبه في تحديث البنية التحتية وجذب الاستثمارات الضخمة، الأمر الذي جعل المدينة مركزا اقتصاديا محوريا.
إذا كانت هناك جهة تستحق اللوم على التحديات التي تواجهها المدينة اليوم، فهي تلك الجهات المنتخبة التي فشلت في الوفاء بوعودها الانتخابية وتقديم حلول ملموسة.
بدلا من الانخراط في لعبة إلقاء اللوم على الوالي السابق، كان الأولى بهؤلاء المنتخبين التركيز على مهامهم ومحاولة تحسين الأوضاع التي يشتكون منها الآن.
فالعجز الواضح في تدبير الملفات المحلية، سواء تلك المتعلقة بالتعمير أو توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، يُظهر فشلهم في إدارة الشأن المحلي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل الوالي السابق مسؤولية هذا الفشل.
في النهاية، يظهر جليا أن الهجوم على الوالي السابق محمد امهيدية ليس سوى محاولة عبثية لتبرئة المنتخبين من فشلهم في إدارة شؤون المدينة.
وكما يعبر المثل المغربي "طاحت الصَّمْعة علّْقوا الحجام"، فإن هؤلاء المنتقدين يحاولون تبرير فشلهم عبر تحميل الوالي السابق مسؤولية أوضاع ليست له علاقة بها.
رغم ذلك، من الواضح أن المواطنين في طنجة باتوا يدركون هذه الاستراتيجية القديمة والمكشوفة، ولن تنطلي عليهم محاولات تحويل الأنظار بعيدا عن المسؤولين الحقيقيين عن مشاكل المدينة.
فإلى متى؟ !!