رفعت ثماني صحف أميركية، من بينها “شيكاغو تريبيون”، الثلاثاء دعوى قضائية ضد “أوبن إيه آي” القائمة على “تشات جي بي تي”، و”مايكروسوفت”، المستثمر الرئيسي فيها، متهمة الشركتين بانتهاك حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها لإنشاء التكنولوجيا المستخدمة في برامج الذكاء الاصطناعي.
وجاء في الدعوى المرفوعة أمام محكمة في نيويورك أن “هذه الدعوى القضائية تنبع من حقيقة أن (الشركتين) سرقتا ملايين المقالات المحمية بحقوق الطبع والنشر للناشرين، من دون إذن أو دفع، من أجل تسويق منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك “تشات جي بي تي” و”كوبايلوت Copilot” (من مايكروسوفت)”.
وتنتمي الجهات المدعية، وهي “نيويورك ديلي نيوز”، و”شيكاغو تريبيون”، و”أورلاندو سينتينل”، و”صن سينتينل أوف فلوريدا”، و”سان خوسيه ميركوري نيوز”، و”دنفر بوست”، و”أورانج كاونتي ريجستر” و”سانت بول بايونير برس”، إلى مجموعة “ألدن غلوبال كابيتال”، وهو صندوق تحوّط يتخذ في فلوريدا مقراً أنشأ ثاني أكبر مجموعة صحافية أميركية بعد “غانيت”، مالكة صحيفة “يو إس إيه توداي”.
وبحسب محامي المدعين، “ستثبت هذه المحاكمة أنه يجب على المتهمين الحصول على موافقة الناشرين لاستخدام محتواهم وتعويضهم بشكل عادل عن هذا الاستخدام”.
كما يأخذ المدّعون على أدوات الذكاء الاصطناعي تقديمها مقتطفات من المقالات ونسب معلومات مضللة أو غير دقيقة إلى المنشورات في بعض الحالات.
ويتهم الكثير من المؤلفين والفنانين والمواقع الإخبارية شركة “أوبن إيه آي” ومنافسيها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية في إطار السباق نحو تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي (وهي أدوات تتيح إنتاج نصوص وصور وغيرها من الوسائط بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية)، وهو ما يتطلب كميات هائلة من البيانات.
وفي نهاية شتنبر، أطلقت “نيويورك تايمز” دعاوى قضائية ضد شركتي “أوبن إيه آي” و”مايكروسوفت” للأسباب عينها.
ولم تعلق “أوبن إيه آي” على ما ساقته ضدها هذه الصحف، لكنها قالت إنها “تولي اهتماما كبيرا” بمنتجاتها وعملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي “لدعم المنظمات الصحافية”.
كما سلطت الشركة الناشئة في كاليفورنيا الضوء على “الشراكات البناءة والمحادثات مع الكثير من وسائل الإعلام حول العالم لاستكشاف الفرص ومناقشة المخاوف وتقديم الحلول”.
وأشارت إلى اتفاقيات ترخيص للمحتوى مع وسائل إعلامية- بينها وكالة “إيه بي”، ومجموعة “أكسل سبرينغر” الألمانية، وصحيفة “لوموند” الفرنسية اليومية، والمجموعة الإسبانية “بريسا ميديا”، وصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية التي انضمت إلى القائمة الاثنين.
وفي القضية التي تتواجه فيها مع “نيويورك تايمز”، دافعت “أوبن إيه آي” عن نفسها بقوة، قائلة إن استخدام البيانات المتاحة للعامة، بما في ذلك المقالات الإخبارية، لتدريب النماذج العامة لا يشكل انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية.
كما اتهمت الشركة الناشئة الصحيفة الأميركية اليومية بـ “قرصنة” تشات جي بي تي للحصول على “نتائج غير طبيعية بشدة”.
ورفضت مايكروسوفت التعليق على الشكاوى المقدمة ضدها.