كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، السبت الماضي، عن الشعار الرسمي لكأس أمم إفريقيا 2025، مستوحيا تصميمه من الزليج المغربي الأصيل، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا تجاوز حدود الفن ليصل إلى السياسة، حيث تلقى النظام الجزائري صفعة ثقافية جديدة قد تزيد من آلامه المتراكمة.
الشعار، الذي يمزج بين الألوان والأنماط الزخرفية المستلهمة من التراث المغربي، وضع نهاية لمسلسل الادعاءات الجزائرية بشأن الزليج؛ وكأن الاتحاد الإفريقي خرج ليقول بكل وضوح: “كفاكم وهما، الزليج مغربي وسيبقى كذلك!”، وهو تصريح غير مباشر أثار حفيظة أبواق النظام الجزائري، التي سارعت إلى كيل الاتهامات ونشر الأكاذيب، في محاولة بائسة لتجاوز هذا الاعتراف الضمني بأصالة الزليج المغربي.
في المغرب، كان الشعار بمثابة احتفاء بفن عريق يمثل جوهر الهوية الثقافية للبلاد، بينما تحول في الجزائر إلى مصدر جديد للإحباط، حيث يبدو أن النظام هناك قد استنزف كل أدواته في حرب “نسب التراث”. ومع ذلك، يبقى الزليج شامخا، يزين الساحات ويؤكد جذوره العميقة، تاركا للجزائر مهمة استيعاب الدرس: “التراث لا يُزوَّر، والحقائق لا تمحى”.
وبينما يتهيأ المغرب لاستضافة البطولة بين دجنر 2025 ويناير 2026، يبدو أن الشعار قد تحول إلى رمز إضافي للتميز المغربي، يقابله على الجانب الآخر تخبط مستمر في الصفوف الجزائرية، التي باتت تحترف فن اختلاق المعارك الوهمية.
ربما حان الوقت للنظام الجزائري أن يدرك أن الزليج، كغيره من رموز المغرب، عصيّ على التزييف والتطاول، وأن حقيقته ستبقى ثابتة رغم كل ضجيجهم.