يبدو أن الإعلام الفرنسي، أصبح يحتضن الجماعات الإرهابية المتطرفة، وذلك بعد أن أستضافت قناة “فرانس24” زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الإرهابي المدعو أبا عبيدة يوسف العنابي.
وقد خَلُفَ أبو عبيدة يوسف العنابي عبد المالك دروكدال، الزعيم التاريخي لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” في 2020 بعد مقتله على يد الجيش الفرنسي في شمال مالي خلال عملية عسكرية.
ويرى متابعون لهذه المقابلة أن تصريحات الإرهابي الجزائري أبو عبيدة العنابي، زعيم ما يسمى تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، خطيرة ويجب التوجس منها، وذلك ما يمكن اعتباره “مخططا فرنسيا لتقويض إفريقيا بالأعمال الإرهابية”!
وفي هذا السياق قال أحمد درداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات إن “موضوع الحوار الحصري الذي أجري على القناة الفرنسية، هو حوار يطرح اليوم عدة أسئلة وعدة استفهامات، حول الدور الفرنسي وتوجه فرنسا الحالي، بحيث يبدو أن هناك تصالح مع الإرهاب، ويبدو أن فرنسا ذهبت إلى تأييد التنظيمات الإرهابية وتتجه نحو ضرب الاستقرار”.
وأضاف درداري في تصريح خص به جريدة المغرب 24 الإلكترونية إن “إعطاء حيز زمني في الإعلام العمومي الفرنسي، إلى زعيم تنظيم إرهابي يبين أن هناك مخطط لتحريك أذناب الفتن والاقتتال في القارة السمراء، وتثبيت الرسائل المبطنة عن طريق هذا الحوار”.
وقال درداري إن “هذا الحوار يبين أن فرنسا أيضا تعترف بالزعماء الإرهابيين وبالتنظيمات الإرهابية وتؤيد أعمالها ضد الحكومات، أي حكومات الدول الإفريقية، على عكس ما تذهب إليه بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية”، مشيرا إلى أن فرنسا تود أن ترسل رسالة إلى أنها تريد ان تحضى بنصيبها في القارارة الإفريقية أو تقلب الطاولة على الولايات المتحدة وابريطانيا.
وقال درداري للموقع “يبدو أن هذا الإعلام يقوم بالدعاية المجانية للإرهابيين في منطقة السالحل والصحراء ويراد منه الدفاع عن مصالح فرنسا، كون زعيم هذا التنظيم الإرهابي صرح بأن مصالح فرنسا لم يتم ضربها ولا استهدافها ” مضيفا “كأن فرنسا تريد إعادة التوازن المفقود بينها وبين الدول الغربية على مستوى القارة الإفريقية، دون التفكير لا في حقوق الشعوب الإفريقية ولا في أمن هذه الشعوب، خصوصا أن الجميع يعلم أن الضحية الأولى للأعمال الإرهابية هي الشعوب”.
وتابع رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات “إذا ارتُكبت جرائم في المستقبل، طبعا، ستكون فرنسا شريكة، من خلال هذا الاستجواب الذي ثَبَّتَ علاقتها بهذا التنظيم، وكذلك الخطاب المشفر الذي يؤكد على تأييد فرنسا واعترافها بالتنظيمات الإرهابية”.
وأكد ذات المتحدث، يبدو أن فرنسا تتجه نحو تخريب ومعاقبة إفريقيا الرافضة للنفوذ الفرنسي، أو الرافضة للامبريالية الإستعمارية الفرنسية المكرسية للتخلف والتبعية، وأن فرنسا تلجأ إلى مخططات من خلالها تهدد الاستقرار والتنمية في القارة السمراء وخصوصا في دول الساحل والصحراء.
وقال درداري “أعتقد أن الإعلام الفرنسي اليوم يعكس الوجه الحقيقي لفرنسا وازدواجية المعايير التي تتبعها، خصوص تلك التي تستخدمها ضد من يعارضها، وضد من يقول “لا لفرنسا”، حيث تستعمل وسائل غير قانونية وهذا أمر مرفوض، ففرنسا انتقلت من عنصرية ضد اللغة العربية إلى عنصرية أعمق باستعمال اللغة العربية ونشر العنصرية في افريقيا والأعمال التخريبية”.
وخلص رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات بالقول “فرنسا تعاقب الرافضين، والإعلام الفرنسي يبدو أنه دعائي للأعمال الإرهابية، وستظهر العنصرية بعد هذا الحوار الذي أُجريَ مع زعيم التظنيم الإرهابي، كما أنها تريد أن تنافس الدول الغربية بطرق غير تنافسية وغير اقتصادية، وتُسَخّر وسائل قانونية ورسمية في التعامل مع الخارجين عن القانون، وتطبع مع الإرهاب والأعمال الإرهابية، وتعترف بالإرهابيين وربما ستقوي هذه التنظيمات لضرب الدول التي لها قرار سياسي يقول : كفى لفرنسا من اللعب بالثروات الإفريقية، وكفى من وجود فرنسا من دون تنمية”.
