يناقش خبراء مغاربة وأجانب، على مدى يومين بسلا الجديدة، استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي من أجل مستقبل طاقي آمن ومستدام لإفريقيا، وذلك خلال منتدى “بري-تانا فورم 2024”.
ويهدف هذا المنتدى، الذي انطلقت أشغاله اليوم الخميس، والمنظم من قبل مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى تمهيد الطريق نحو مستقبل طاقي آمن ومستدام لإفريقيا، حيث تتمحور النقاشات أساسا حول تنويع بدائل الطاقة المستدامة، وتسريع الاستثمار في الطاقة المتجددة إلى جانب تطوير البنية التحتية المستدامة.
وبهذه المناسبة، أبرز الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، في كلمة افتتاح المنتدى، أن إفريقيا تتأثر بشكل غير متناسب بالتغيرات المناخية، معتبرا أن تحقيق انتقال طاقي أمن ومستدام بالقارة يجعل الميزانيات والسياسات العمومية في بلدانها “تحت الضغط”.
وبحسب السيد العيناوي فإن إفريقيا تزخر بموارد طبيعية هائلة، لكنها تواجه تحديات في تسخير احتياطاتها من الغاز والنفط من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والتوازن بين الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية.
من جانبه، وبعد أن أشاد بريادة المغرب في المجال الطاقي، أكد الوزير الأول السابق لبوركينافاسو، لاسينو زيربو، أن هذا الحدث يمثل مناسبة لبحث سبل الاستفادة والتطبيق الأمثل لهذا الانتقال الطاقي الناجح للمملكة.
وأبرز السيد زيربو أهمية الابتكار، لاسيما في مجال الهيدروجين الأخضر من أجل تحسين الأمن الطاقي في إفريقيا، مشددا على الحاجة إلى اعتماد الرقمنة من أجل تطوير النجاعة الطاقية في القارة.
وأضاف أن الأمن الطاقي في إفريقيا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار بعدا شموليا يتضمن البيئة والتنمية الاجتماعية والعوامل الجيوسياسية، داعيا إلى خلق المعارف وتعزيز قدرات الابتكار.
من جانبها، أبرزت أمينة بوستة، الخبيرة في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن هذا الحدث يشكل منصة لتبادل المعلومات وتقاسم الممارسات الفضلى بشأن الرهانات المطروحة على القارة الإفريقية على المستويات الاقتصادية والبيئية وغيرها، مؤكدة ضرورة اعتماد مقاربة شمولية لرفع التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتنمية الاقتصادية والانتقال الطاقي.
وسجلت السيدة بوستة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هناك اهتمام كامل بالانتقال الطاقي في إفريقيا لكن “عندما يتعلق الأمر بالتفعيل الحقيقي للحلول والممارسات الدولية الفضلى التي يتم الاشتغال عليها نجد هناك نقص في مجال التنمية وفي الحد من التغيرات المناخية” سواء على مستوى المدن أو القرى ببلدان القارة.
واعتبرت أن مسار الانتقال نحو الطاقات المتجددة بات يتطلب إيجاد حلول إفريقية مبتكرة تأخد بعين الاعتبار الوضعية الحقيقية للقارة وخصوصيات كل بلد على حدة والتحديات المطروحة عليه. ويشكل هذا المنتدى مناسبة أيضا لإبراز إنجازات المغرب في مجال الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بفضل السياسة التنموية التي تنخرط فيها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويتواصل هذا الحدث بتنظيم جلسات تتمحور حول مواضيع تهم “تحقيق انتقال طاقي عادل في إفريقيا” و”الاستفادة من تجارب الانتقال الطاقي الناجح في شمال إفريقيا” و”الأمن الإنساني في عصر التغيرات المناخية”.