بات من الصعب المرور بشوارع عاصمة البوغاز طنجة، دون أن يعترض طريقك متسول أو متسولة، بأيادي توحي للعوز والحاجة، يظفرون بسخاء المحسنين، عبر استغلال الأطفال الصغار والرضع.
وحسب ما عاينته جريدة “المغرب 24”، فإن المتسولين يتنافسون على تحصيل أكبر قدر من المال، أمام إشارات المرور، والمساجد والأسواق والحافلات والأبناك، أينما حل المواطن يصادف طوابير طويلة منهم.
وتختلف الأساليب والطرق التي ينهجها هؤولاء المتسولين، لإستدرار عطف الناس، فمنهم من يكتري طفلا، أو يستغل فلذة كبده للتسول به، فيما اتجه البعض الآخر لإستخدام دمى.
وأمام الأعداد “المخيفة” للمتسولين في شوارع عروسة الشمال، صار كثيرون يتفادون الجلوس في المقاهي المتمركزة بوسط المدينة، لأنها تستقطب جميع أصناف “الشحاذين” والمشردين الذين يتعبون الزبائن بطلباتهم المتكررة كل مرة.
ولا يفارق المتسولون أرصفة المدينة، خاصة في أحيائها الراقية، حيث يستهدفون النساء على وجه التحديد، اللائي يضطررن إلى “اتقاء شرهم” بإعطائهم بعض الدريهمات لتفادي ملاحقتهن والتحرش بهنّ، لا سيما خلال الفترة المسائية أو الليلية.
وسبق أن دقّت جمعيات عدة ناقوس الخطر بشأن تفشي التسول داخل المجتمع المغربي، بفعل بروز فئة من المتسولين المحترفين الذين يمارسون هذه “المهنة” بحنكة، فضلا عن استغلال الأطفال الذين يفترض أن يكونوا في المدرسة، إلى جانب “الاعتداء اللفظي” على النساء في حال رفضهن “التصدق”.
وتعاقب مجموعة القانون الجنائي على ممارسة التسول في الشارع العام بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وسنة بالنسبة لمستغلي الأطفال في هذه الظاهرة، لكن المسؤولين عن تدبير مدينة طنجة لا يقيمون دعاوى في هذا الشأن، فيما يتزايد أعداد المتسولين، سواء تعلق الأمر بالمغاربة أو السوريين أو الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء.