ورغم محاولات الطرفين الكبيرة للحفاظ على فرص التعاون، إلا أن التوتر لا يزال موجودًا بينهما بسبب الخلافات السياسية، وآخرها ما روجت له بخصوص ترشيح المملكة المغربية للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، أو مشاركتها في الاجتماع”.
وكان مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أفاد، أن التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، المرتقب في جنوب افريقيا أو المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان، “لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية”.
عقيدة الدبلوماسية المغربية
ومن أجل ذلك، قال الحسين كنون، إن “ما سبق، وتلى، لقاء مجموعة البركس من تحركات ومناورات ومناوشات صادرة عن دولة جنوب إفريقيا ضد المصالح العليا للمملكة المغربية، وتحدثها بدون حق باسم البريكس، دون تفويض ودون توكيل، بأن المغرب تقدم بطلب رسمي من أجل الإنضمام، وتبين فيما بعد أن الأمر يتعلق بأجندة مشبوهة تعاكس المصالح العليا للمغرب وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية”.
وأضاف المحلل السياسي الدولي في تصريح خص به جريدة “المغرب 24” أن المغرب “بذكائه ودهائه في سياسته الداخلية والخارجية مع شركاء المغرب، عمل على فضح المناورات اليائسة لجنوب إفريقيا بمعية الجزائر تحت الطاولة ومحاولة إقحام الجبهة الافصالية، ومحاولة الركوب على هذا المنتظم الاقتصادي ومعاكسة مصالح المغرب”.
وأكد ذات المتحدث أن المغرب واضح في سياسته وعقيدته الدبلوماسية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وبتعليماته المنيرة، وبالتالي المغرب عمل على إصدار بيان واضح اللهجة لا لبس فيه، وبين أن المغرب لم يقدم أي طلب إلى البريكس، وإن كان هناك من تقديم، سيقدم الطلب وفق الأعراف والقوانين المتعارف عليها على الصعيد الدولي.
وقال كنون في حديثه للجريدة “إن اسضافة بن بطوش إلى البريكس، وتصريح رئيس جنوب إفريقيا بكون بلاده تدعم الانفصال والبوليساريو في تقرير المصير، فهذا مخالف لقرارات مجلس الأمن، الذي اعتبر على أن الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو مقترح جدي وقابل للتطبيق، وصدر في شأنه 19 قرار أممي وآخرها 26 02 و26 54، وكلها تعتبر على أن المقترح المغربي هو الذي يجب أن يسمو في طاولة المفاوضات في إطار ما يسمى الموائد المستديرة تحت إشراف ديميستورا”.
سباحة ضد التيار
وقال المحلل السياسي “يتبين أن جنوب إفريقيا تسبح ضد التيار وتغرد خارج السرب، وأنها لا تريد المصلحة العليا والفضلى لإفريقيا في التنمية، لأن بقاء واستطالة أمد نزاع الصحراء عن طريق جبهة البوليسارية، تلكم الغدة السرطانية الموجودة في شمال إفريقيا، هي بمثابة حجرة عثرة في مواجهة التنمية”.
وتساءل المحلل السياسي، حول كيفية نهوض القارة الإفريقيا وتنميتها وفيها دولة مثل جنوب إفريقيا تدعم الإنفصال والتطرف لأن “الانفصال والتطرف والجريمة الموجودين في الساحل والصحراء، عن طريق تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة، يعرف تواجدا لجبهة البوليسايو الانفصالية، وذلك بالجريمة العابرة للقارات والتجارة في الأسلحة والمخدرات..”.
وأكد الحسين كنون أنه “كان على عقلاء جنوب إفريقيا وحكمائها وساستها أن يمدو يدهم إلى المغرب في مواجة التطرف والإرهاب ونماء إفريقيا وخدمة البشرية، إذ أنه لا خيار لهذه القارة إلا في الاعتماد على نفسها وكفاءتها البشرية والطبيعية بغية الوصول إلى الأمن القومي الإفريقي، وروافده الأمن الطاقي والغذائي والدوائي والمائي والأمن الروحي”.
لا تأثير على صعود المغرب
وقال “على جنوب إفريقيا أن تترفع عن هذه المناوشات والمزايدات السياسوية التي لا تخدم إفريقيا، وعلى جنوب إفريقيا أن تعي أكثر من أي وقت مضى أن مصلحتها مع المغرب، أحب من أحب وكره من كره”.
وشدد على أن “المناورات المفضوحة لجنوب إفريقيا بتنسيق مع الجزائر تحت الطاولة، وأحيانا جهارا نهارا علنا، هي مفضوحة ولن تؤثر على صعود المغرب في شمال إفريقيا، ومن تم، فإن جنوب إفريقيا وما حصل في القمة الخامسة عشر للبريكس، هو أضحوكة وسيضل التاريخ يسجلها كنقطة سوداء في تاريخها، على اعتبار أن ما أبانت عليه من “رعونة” هو يذهب ضد التيار وضد الشعوب الإفريقية”.
وخلص المحلل السياسي إلى أن جنوب إفريقيا، في زُمرة من حكامها ودبلوماسييها لم تستوعب بعد على أن المغرب ينهج سياسة الطموح والوضوح، ولا يقبل المساومة على وحدته الترابية، فالمغرب له مقدساته وثوابت، تتمثل في الملكية والصحراء المغربية والدين الإسلامي والقضية الفلسطينية، والمساس بهذه الثوابت هو مساس بكنه وثرى وغنى المملكة المغربية، وهو ما لا يقبله أحد”.