تشهد مدينة طنجة، في كلّ موسم صيفيّ، لهيبا في الأسعار، يعكّر مزاج مرتاديها، ويزيد جيوبهم استعارا، نظرا لسعي أصحاب عدد من المشاريع الخدمات إلى استنزاف هؤلاء بفرض أثمنة جدّ مرتفعة تنافس القدرة الشّرائيّة بأوربا في الغالب، ولا تشجّع على استقطاب السياح المغاربة، الّذين غيّر معظمهم وجهته نحو الجارة الشمالية إسبانيا.
ويشتكي أغلب زوار مدينة طنجة، من غلاء الأسعار حيث يتحول فصل الصيف الى مناسبة لدى أصحاب المقاهي و المطاعم من أجل رفع الأثمنة واستنزاف جيوب الزبائن بشكل غير مقبول.
بدورهم يستغل أصحاب الشقق المفروشة النقص الحاصل في بنيات الاستقبال السياحي للنصب على العائلات التي تقصد عاصمة البوغاز وارغامهم على اللجوء الى شقق رديئة بأثمنة خيالية، حيث يضطر غالبية الزوار الى الرضوخ للأمر الواقع خاصة مع قلة العرض وكثرة الطلب على شقق الاصطياف.
كل هذه الاختلالات التي تدفع السياح لعدم العودة إلى طنجة تضاف لها الفوضى التي تعرفها الشواطئ من احتلال شامل للواجهات البحرية وفرض كراء المظلات والكراسي على المصطافين.
وضع ينذر بتراجع عدد السياح الذين يقصدون عروس الشمال في المستقبل، وهو الأمر الذي بدأ مؤخرا مع ارتفاع أصوات تقارن بين السياحة في شمال المغرب والجنوب الاسباني وبعض الوجهات الأوروبية الأخرى التي تحترم فيها كرامة الزوار في مختلف المرافق وتراقب الأسعار وجودة المواد المقدمة للزبائن.
السلطات المختصة أصبح لزاما عليها التدخل لحماية السياحة والزوار وإعادة الأمور الى نصابها والتعامل بحزم مع كل المسيئين للسياح وزوار المدينة، وذلك حماية لمستقبل طنجة وحتى تتوازى العروض السياحية المقدمة (سكن، مطعم، مقهى، شاطئ…) مع التقدم الذي تعرفه البنية التحتية بالمدينة.