حقيقة لا يناقشها اثنان، ولا يجادلان فيها، أن مخيمات البوليساريو أصبحت تعيش وضعا كارثيا، بل منذ وقت طويل وهي كذلك، فالأوضاع الإنسانية هناك مؤسفة، حيث تغرق قيادات الجبهة الإنفصالية في تخصيص مبالغ كبيرة من المال لشراء السلاح، في وقت تعتمد فيه على مساعدة الدول والمنظمات المانحة.
وهذه المساعدات التي ينتهي بها المطاف في دول أخرى، إذ يتم بيعها وحرمان الأسر والأطفال منها، في استخفاف كبير بالإنسانية وحقوق الإنسان.
وحسب تقرير نشرته صحيفة لاراثون الإسبانية فإن جبهة البوليساريو الإنفصالية خصصت موارد كبيرة لـ”الحرب” المزعومة ضد المغرب، بينما تواجه وضعا خطيرا في مخيمات تندوف، لدرجة أنه تم إطلاق نداء للدول المانحة لتقديم مساعدات إنسانية للسكان الصحراويين.
وذكرت الصحيفة أن سكان المخيمات يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الخارجية، مما دفع “الهلال الأحمر الصحراوي” إلى إطلاق ما وصفته بأنه نداء عاجل للدول المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وجمعيات التضامن مع الصحراويين لتقديم المساعدة. فيما اعرب عن قلقه العميق من تدهور اوضاع سكان المخيم.
ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى تنامي معدلات سوء التغذية في المخيمات، مع ارتفاع معدل الإصابة بفقر الدم بين الأطفال، خاصة من هم دون الخامسة من العمر، مشيرة إلى أن ثلثهم يعانون من أمراض مزمنة وسوء التغذية، وأكثر من نصفهم. يعانون من فقر الدم، وتفاقم الأمر مع معاناة المنطقة من العواصف الأخيرة التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالمنشآت الصحية والتعليمية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، كشف منتدى دعم الحكم الذاتي، المعروف بـ “فورصاتين”، عن بنود الإنفاق خلال الولاية الأخيرة لجبهة البوليساريو، والتي استمرت من دجنبر 2019 إلى يناير 2023، والمتعلقة بـ”الدفاع”، وتخصيص إنفاق على سلاح البعض 426 مليار دينار جزائري (3.13 مليار دولار امريكي)، كما أنفقت الجبهة خلال السنوات الثلاث الماضية 7.790 مليون دولار لرحلات وجولات قادتها في الخارج.