منذ اطلاقها سنة 2005، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تضع تحسين المؤشرات الصحية لكافة الطبقات الاجتماعية المستهدفة في صلب أولوياتها بما في ذلك فئة مرضى القصور الكلوي.
وفي هذا الصدد وعلى مستوى إقليم آسفي انخرطت المبادرة في إطار مرحلتها الثالثة، بقوة في التخفيف من معاناة مرضى القصور الكلوي من خلال الحرص الدائم على تمكينهم من ولولج أفضل للعلاجات الطبية ذات جودة وإلغاء لوائح الانتظار والتقليص من الضغط على بنيات صحية أخرى عبر احداث مراكز لتصفية الدم بمواصفات حديثة حتى بالمناطق القروية وتجهيزها بمعدات طبية متقدمة.
ويعكس مركز تصفية الدم بحد حرارة المندرج في إطار برنامج ” مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” والذي تتولى تسييره جمعية دعم مرضى القصور الكلوي بأسفي، الالتزام التام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة هذه الشريحة من المرضى.
وبلغت الكلفة المالية الإجمالية لهذا المشروع 5,60 مليون درهم ممولة بالكامل من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتشمل أشغال البناء والتهيئة والتجهيز والتسيير والتأطير، فيما تتولى الجماعة الترابية “حرارة” توفير العقار وتحمل مصاريف الربط بشبكة الماء والكهرباء.
أما المديرية الإقليمية للصحة بآسفي فقد التزمت بوضع رهن إشارة المركز الأطر الطبية وشبه الطبية الضرورية، ومواكبة وتأطير الجمعية المسيرة لهذا المركز، وتزويد المركز بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
ويضم هذا المركز الذي فتح أبوابه في غشت 2023، العديد من المرافق ضمنها، فضاء للانتظار، وقاعة للعلاج، وقاعة للمستعجلات، وقاعة مياه، وصيدلية، ومرافق إدارية وقاعات مخصصة للعاملين بالمركز، ومطبخ ومستودع من بين أمور أخرى.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم آسفي، تم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة ما 2019 و2023، بناء وتهيئة وتجهيز وتسيير ثلاثة مراكز لتصفية الدم على مستوى جماعة آسفي وبالتحديد بمستشفى محمد الخامس وبالجماعتين الترابيتين حرارة وجمعة اسحيم.
وتطلبت هذه المشاريع تعبئة غلاف مالي اجمالي يقدر 14,47 مليون درهم ضمنها 12,38 مليون درهم كتمويل من المبادرة، مخصصة للدراسات التقنية والهندسية وأشغال البناء والتهيئة والتجهيز.
وأشار المصدر ذاته، إلى تخصيص مليوني درهم من قبل بعض المحسنين للمساهمة في تجهيز هذه المراكز.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ذكر رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم آسفي، عبد الرحيم حبابة، بأن مركز تصفية الدم ب”حد حرارة” الذي تمت برمجته من قبل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية يروم تقديم المساعدة وتقريب العلاجات الطبية من هذه الشريحة الاجتماعية المنحدرة من أوساط مهمشة بالوسط القروي، وإلغاء قوائم الانتظار ولاسيما خلال فترة الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد 19.
وأبرز أن “هذا النوع من المراكز مكن من مواجهة العديد من الصعوبات مع السماح للمرضى من الاستفادة من حصصهم لتصفية الدم مجانا”.
من جهته، أبرز رئيس جمعية مساعدة مرضى القصور الكلوي بآسفي، رشيد أبو السباع، في تصريح مماثل، أهمية هذا المركز المحدث في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مذكرا أنه خلال فترة كوفيد 19 ط رح مشكل تنقل المرضى إلى مدينة آسفي لتلقي العلاج مما دفع السلطات الإقليمية إلى المبادرة بإحداث مراكز جديدة لتصفية الدم وذلك بهدف التخفيف من معاناة مرضى القصور الكلوي.
وأضاف أنه في هذا الإطار تم إحداث في سنة 2021 مركز بجماعة جمعة اسحيم وإطلاق في سنة 2023 مركز تصفية الدم ب”حد حرارة”، في حين يوجد مركز آخر في طور الإنجاز بسبت جزولة، مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية لهذا المركز تصل إلى 19 سريرا (كل سرير يمكن أن يستقبل إلى حدود 5 مرضى بمعدل 5 حصص في الأسبوع).
وأشار إلى أن عدد المرضى المستفيدين من الخدمات الطبية بهذا المركز وصل حاليا إلى 12، لافتا إلى أن المركز يتوفر على أحدث التجهيزات في مجال تصفية الدم، مبرزا الارتياح الكبير في صفوف المرضى للخدمات الطبية المقدمة من قبل المركز.
وأعرب السيد أبو السباع، عن الأمل في مضاعفة هذا النوع من المبادرات على مستوى مدن أخرى بالمملكة بالنظر لأهمية هذه المراكز فيما يتعلق بالتغطية الصحية وتحسين جودة العلاجات المقدمة للمرضى.