في واقعة خطيرة تهدد التراث الجيولوجي المغربي، تعرضت صخرة أثرية نادرة بموقع “ميبلادن” نواحي مدينة ميدلت للسرقة، بعدما جرى تقطيعها ونقلها في ظروف غامضة باستخدام منشار مخصص لتقطيع الصخور.
الصخرة المسروقة كانت تضم بصمات متحجرة لزواحف طائرة من نوع “البتيروزورات” وآثار ديناصورات وسلاحف وكائنات منقرضة يعود تاريخها إلى ما بين 110 و115 مليون سنة، ما يجعلها من الاكتشافات الفريدة على الصعيدين الوطني والدولي.
ويعد موقع “ميبلادن” واحدا من أبرز المواقع الجيولوجية في المغرب، ويزخر بأعداد كبيرة من المستحاثات والآثار التي تعود إلى العصور الطباشيرية.
وقد جرى توثيق الصخرة المسروقة خلال زيارات علمية سابقة، حيث خضعت لعمليات قياس دقيقة وتصوير تفصيلي لتوثيق البصمات والآثار التي تحملها، تمهيدًا لإنشاء خرائط ونماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للسطح الصخري.
الطريقة الاحترافية التي نفذت بها عملية السرقة، بدءا من تقطيع الصخرة الثقيلة ونقلها دون أن تكتشف، أثارت العديد من التساؤلات حول الجهات التي تقف خلف هذا العمل التخريبي.
وترجح مصادر علمية أن يكون تجار مستحاثات محترفون، وربما جهات دولية، قد خططوا للعملية بعناية، خصوصا أن هذا النوع من القطع النادرة يباع بأثمان باهظة في السوق السوداء العالمية للمستحاثات.
فيما تخضع المواقع الأثرية التاريخية للحماية والمراقبة من طرف وزارة الثقافة، تبقى المواقع الجيولوجية المغربية، مثل ميبلادن، دون حماية فعلية رغم قيمتها العلمية الكبيرة، إذ لا تصنف كمحميات أو “جيوباركات”، ما يجعلها عرضة للتخريب والنهب، حيث توجد أكثر من 65 نقطة جيولوجية مماثلة عبر التراب المغربي، كثير منها يواجه نفس الخطر.